أساطير حول ’شجرة الأخوين’ وسبب تسميها بهذا الاسم
شجرة دم الأخوين غيرت قاعدة هذه الشجرة النادرة للغاية المنتشرة في جزيرة سقطرى اليمنية، تربطها بعض الأساطير الشعبية بأول جريمة قتل شهدتها الإنسانية، لهابيل وقابيل، وأساطير أخرى.
الشجرة الفريدة تعد واحدة من أندر الأشجار على الأرض، وقد كانت هناك محاولات عديدة لزراعتها في مناطق أخرى داخل اليمن، لكن لم تفلح كما هي في جزيرة سقطرى، وبالطبع طالها ما طال اليمنيين خلال الحرب، حتى اتُّهمت الإمارات بسرقة الشجرة المهددة بالانقراض من الجزيرة اليمنية ونقلها إلى بلادها في عمليات سرية.
شجرة دم الأخوين
إذا شئت سمها شجرة دم الأخوين أو شجرة التنين، أو دم العنقاء، أو الخَزَم، أو سمها كما يسميها أهل سقطرى “عرحيب”. (بالإنجليزية: Socotra Dragon Tree والاسم العلمي: Dracaena cinnabari).
الشجرة هي أحد أعظم كنوز اليمن البيولوجية، وخصوصاً الجزيرة التي تعتبر موطناً لمجموعة مذهلة ومتنوعة من النباتات والحيوانات والطيور، إذ تضم هذه الجزيرة وحدها أكثر من 825 نوعاً من النباتات المعروفة والنادرة أيضاً، فـ 37% منها لا توجد في مكان آخر، كما أشار موقع National Geographic.
تتميز شجرة دم الأخوين بشكلها الفريد الذي يشبه المظلة، التي تتكون من الأفرع المتشابكة وتعلوها أوراق الشجرة الخضراء التي تواجه السماء، أما جذعها فسميك وعريض، وتملؤه مادة صمغية سميكة لونها أحمر غامق أو قرمزي، وهي أشجار طويلة، إذ يبلغ طولها بين 3 إلى 9 أمتار. تنتشر الشجرة في المرتفعات الجبلية على جزيرة سقطرى بشكلٍ خاص.
أساطير عن شجرة دم الأخوين
هناك عشرات الأساطير عن هذه الشجرة الفريدة؛ واحدة منها تربطها بقصة قتل هابيل وقابيل، وسقوط دم هابيل على الأرض بعد قتله من أخيه، وأخرى تربطها بقصة صراع أخوين وقتل بعضهما بعضاً وسقوط دمائهما على الأرض لتنبت بعدها هذه الشجرة.
هناك أسطورة عن قتال من نوعٍ آخر، حيث تقاتل فيل وتنين، وأصيب التنين ونزفت دماؤه وسقطت على الأرض وروت الشجرة لتنبت. كل هذه الأساطير الشعبية المتوارثة منذ مئات السنين، كانت محاولة لتفسير لون الصمغ الذي يشبه الدم.
وما هي المادة التي تنزفها الشجرة؟
إذا أحدث شخص شقوقاً في ساق الشجرة، تسيل منها مادة لزجة حمراء اللون، وهي صمغ، يعتبر من الصادرات الرئيسية للجزيرة، وله العديد من الاستخدامات بعضها طبي؛ إذ تخلطه السيدات أحياناً بالماء وتشربه بعد الولادة، كما يعالج الروماتيزم ويستخدم لطلاء الفخار وطلاء للأظافر والماكياج، وتستخدم أيضاً في صنع الصباغ والبخور.
سقطرى كنز بيولوجي!
يندرج أرخبيل سقطرى تحت حماية “اتفاقية التنوع البيولوجي” التي وقعتها الحكومة اليمنية عام 1992، ثم عين في عام 2008 كأحد مواقع التراث الطبيعي العالمي من قبل منظمة اليونسكو.
كذلك أدرج الأرخبيل المكون من ست جزر على المحيط الهندي قبالة سواحل القرن الإفريقي بالقرب من خليج عدن، كأحد المواقع البحرية العالمية ذات الأهمية البيولوجية من قبل منظمة اليونسكو في يناير/كانون الثاني عام 2017.
وكانت سقطرى التي يسكنها 60 ألف نسمة وجهة سياحية لـ3 آلاف زائر سنوياً، لكنها توقفت مع اندلاع الحرب اليمنية أوائل 2015.
الإمارات تسرق شجرة دم الأخوين!
في أواخر 2019، كشف تقرير نشره موقع Middle East Monitor البريطاني عن نقل القوات الإماراتية في اليمن أشجار “دم الأخوين” المحمية من اليونسكو إلى بلادها في عمليات سرية.
أشار التقرير أيضاً إلى أن قيام القوات الإماراتية في العام السابق لتاريخ نشره بنقل كثير من الشعاب المرجانية والطيور النادرة من الجزيرة، ودون تنسيق مسبق مع الحكومة اليمنية، وذلك منذ بدء وصول القوات الإماراتية إلى الجزيرة في إبريل/نيسان 2018.
المصدر: عربي بوست