أخر الأخبار

المواطن ينتظر

كتب علي الخفاجي: لم يبقَ على إجرائها إلّا عدّة أيّام، والدعوات المقاطعة للانتخابات ظهرت وبشكلٍ كبير على المستوى الشعبي والسياسي، خصوصاً بعد أن أعلن السيد الصدر مقاطعته لها، حيث دعا أنصاره إلى مقاطعة انتخابات مجالس المحافظات، وقبل ذلك دعت الكثير من الممثليات والحركات إلى مقاطعة الانتخابات المزمع إجراؤها في الثامن عشر كانون الأول المقبل.

 

وفي ظل تلك الأجواء هنالك الضد النوعي إن صحت تسميته، وهو من دعا إلى إجراء الانتخابات في موعدها من دون أي تأجيل أو مقاطعة، لأن إجراءها في الموعد المحدد فيه انتصار للنظام المؤسساتي والقانوني على حد قولهم، ولكل من أصحاب تلك الآراء حجيته ومنطلقه وأسبابه.

يترقب العراقيون الناخبين والمرشحين لخوض انتخابات مجالس المحافظات، وسط صراع القوى التقليدية والقوى الناشئة، مما يجعل من المشهد أكثر ضبابيَّة مما هو عليه الآن، فالتجارب السابقة للانتخابات البرلمانيَّة منها والمحليَّة، جعلت كثيراً ممن يرغبون بالمشاركة يفكرون جديَّاً بمقاطعتها، لأنَّ كثيراً من المرشحين في الدورات السابقة دخلوا الانتخابات بصفتهم المستقلة، وبعد حين تراهم سائرين إلى الأحزاب التقليديَّة بسببٍ أو بغير سبب.

وتأتي خيارات تأجيل انتخابات مجالس المحافظات على الواجهة مرة أخرى بعد قرار المحكمة الاتحاديَّة العليا القاضي بإنهاء عضوية رئيس مجلس النواب، مما دفع إلى تقديم عدد من الوزراء استقالاتهم امتعاضاً من القرار، وكما أن القرار وحسب المعطيات سينشط الخلافات والانقسامات بين الأوساط السياسية، وسيهز الثقة داخل أطراف الحزب الواحد.

وفي ظل تلك الأجواء سارعت الحكومة العراقية بإصدار بيان أشارت فيه إلى التزام الحكومة بإجراء الانتخابات في موعدها المقرر، وأن الحكومة سخرت جميع إمكانياتها من أجل إنجاح هذا الاستحقاق المهم، وكذلك من جانبها أعلنت مفوضية الانتخابات بأنها مستعدة وبشكلٍ كبير للقيام باجراء الانتخابات في الموعد المحدد، ولا توجد أي نيَّة لتغيير موعد إجرائها.

ووفقاً لما ستؤول إليهِ الأمور وما سيحدث يبقى التساؤل الأهم بعيداً عن التكهّنات والسيناريوهات المحتملة هو؛ ما دور المواطن الناخب في يوم 18 كانون الأول، هل سيعيد مأساة التجارب السابقة بانتخابه لأشخاص غير مهيئين أن يكونوا أهلاً للثقة؟، هل سيقوم بانتخاب شخوص على أساس المصلحة الشخصية بعيداً عن مؤهلاتهم، أم سيحسم الجدل بمقاطعته للانتخابات ويعتبر عدم ذهابه بيوم الاقتراع هو الشيء المهم والضروري كي لا تتكرر مآسي الانتخابات السابقة؟، وما هو دور المرشح للانتخابات هل إن دخوله للمعترك الانتخابي إسقاط فرض كما يقال كي يرضي حزبه وعشيرته أم أنه يعلم ما عليه فعله بموجب المهام الموكلة إليه؟، وبالمحصلة نتأمل أن تكون الأمور إيجابية بما يخدم المواطن الناخب الساعي لحياة رغيدة بعيدة عن المنغصات، وبالنسبة للمواطن المرشح نتمنى أن يعرف مديات صلاحياته التي رسمها له القانون، وأن يطبق جزءاً من برنامجهِ الانتخابي خدمة للصالح العام.

 

زر الذهاب إلى الأعلى