زيارة الأربعين …… بشرطها وشروطها؟
كتب يوسف الراشد.. ورد عن الائمة المعصومين (عليم السلام) اقوال واحاديث كثيرة تؤكد وتحث على زيارة القبور والمشاهد المكرمة وبالخصوص زيارة الامام الحسين ع وورد عن الامام الصادق احيو امرنا (رحم الله من احيا امرنا) وورد عن الامام الرضا (ونحن من شرطها وشروطها) فالاتاكيد والحث على زيارة عاشوراء والمشي الاربعين ونفق الاموال والطعام والشراب من اعظم الشعائر.
وكل مراجع الدين الماضين من السلف الصالح والباقين منهم يؤكدون على تعظيم هذه الشعيرة الايمانية ويؤكدون على حث الاولاد والابناء والاباء على السير على هذا الطريق لان الدماء التي سالت واريقت في كربلاء هي من حفظت ديمومة واستمرار الدين ضد الفكر الاموي الذي اراد طمس ومحو ما جاء به محمد رسول الله (ص) لنشر رسالة السماء .
وقد عودتنا المراجع الدينية وعلى رئسها مكتب المرجع الديني الأعلى السيد علي السيستاني توجيهات الى زوار الامام الحسين بخصوص زيارة ألاربعين والى المواكب الخدمية وجميع من له مشاركة او مساهمة في تنظيم السير والارشاد والوعض وتقديم الخدمات الصحية او خدمات البلدية الاخرى والقوات الامنية المرابطة على طول الطريق الذي يسلكه الزوار .
أدام الله هذه النعمة التي حرم منها المؤمنون قرابة 35 عاما مضى من مضايقات ومنع وحبس وقتل وتشريد الى ان جاء امر الله فجل عاليها سافلها واسقط حكم الظلمه واليوم المؤمنين ينعمون بهذه النعمة واداء المراسيم بكل حرية وامان.
فينبغي أن يلتفت المؤمنون الذين وفقهم الله لهذه الزيارة الشريفة انّ يكونوا أسوة وقدوة للناس وحجّة عليهم فيهتدوا بتعاليمهم ويقتدوا بأفعالهم ويخليدواً ذكرهم لانهم كانوا المثل الاعلى في طاعته وتطبيق احكامه وتعاليمه والجهاد في سبيله وكانوا هم شرطها وشروطها .
فإنّ من مقتضيات هو الإهتمام بمراعاة تعاليم الدين الحنيف من الصلاة والحجاب والإصلاح والعفو والحلم والادب وحرمات الطريق وسائر المعاني الفاضلة لتكون هذه الزيارة بفضل الله تعالى خطوة في سبيل تربية النفس على هذه المعاني والإقتداء بهم .
وان اول الاشياء التي يلتفت لها الزوار هي الصلاه في اول وقتها فهي عمود الدين ومعراج المؤمنين إن قُبِلت قُبِلَ ما سواها وإن رُدّت رُدَّ ما سواها وينبغي الإلتزام بها فلا تنال شفاعتنا مستخفّاً بالصلاة ) فلم ينسى الإمام الحسين (ع) الصلاة في يوم عاشوراء حتى إنّه قال لمن ذكرها في أول وقتها: (ذكرت الصلاة جعلك الله من المصلّين الذاكرين) فصلّى في ساحة القتال مع شدّة الرمي .
فعلى الزوار الاربعين الإكثار من ذكر الله في مسيرتهم وتحرّي الإخلاص في كل خطوة وعمل وليعلموا ان الله تعالى لم يمنَّ على عباده بنعمة مثل الإخلاص له في الإعتقاد والقول والعمل الله في الستر والحجاب فإنّه من أهمّ ما اعتنى به أهل البيت (عليهم السلام) فكانوا المثل الأعلى في ذلك ولا سيّما المؤمنات مراعاة مقتضيات العفاف في تصرفاتهم والتجنب عن والإختلاطات المذمومة والزينة المنهىّ عنها ونسأله أن يبارك لزوار الحسين (ع) زيارتهم ويتقبلها بأفضل قبول إنّه سميع مجيب.