كتب أحمد عبد الحسين: شماعية!

عقل السياسيّ الفاسد عقلٌ أسطوريّ وعقول من يصدّقه كذلك.

تكررتْ اعتذارات السياسيّ الفاشل عن فشله، لكنه دأب على أن يقرن اعتذاره بإيراد السبب القاهر الذي جعله فاشلاً. السببُ هو الطرف الثالث الذي لا يُسمّى باسمه الصريح لكنّه حاضر مع كلّ فشل، حاضرٌ قبل كل فشل، ويطلّ برأسه مع كل صفقة فساد. دائماً وأبداً ثمة مقتدر قاهر مجهول يلوي عنق السياسيّ العراقي ويقوده إلى الفشل أو الفساد، أو إلى كليهما معاً.
السياسيّ العراقيّ مسكين، مغلوبٌ على أمره. قوّة شريرة تلاحقه وتمنعه من أن يكون ناجحاً نزيهاً. وهذه لعنة حلّتْ علينا منذ 2003. ولا أحد تساءل عن هويّة هذا المجهول الذي أفشلَ الفاشل وأفسدَ الفاسد وترك وطننا خراباً. من هذا الشيطان الذي يتآمر علينا؟ من هذا الذي يمنع المسؤول من التقاط أنفاسه والتفرّغ لخدمة الناس؟ مَنْ وابن مَن ذلك الذي منع أن تكون في العراق كهرباء كسائر دول المعمورة؟ من أمسك أيدينا عن إعمار بغداد ومدن الجنوب؟ من عطّل وصول ماء الشرب إلى البصرة؟ مَنْ وسوس لساستنا أن اقمعوا المتظاهرين واقتلوهم؟ ومن أوحى للساسة الأبرياء أن أفرغوا خزينة الدولة واتركوها خاوية؟
هناك مؤامرة. يصرخ السياسي “هم منعونا من أن نكون صالحين ناجحين نزيهين. هم حرمونا من أن نخدمكم”، ويهزّ أتباعه رؤوسهم موافقين من دون أن يسألوا عن الضمير “هم” الذي سيظلّ أبداً في حكم الغيب كليّ القدرة، نؤمنُ به لكنْ يحرم علينا تسميته.
يعرف السياسيّ أن جمهوراً من الناس سيصدقونه لأنهم جميعاً وضعوا بينهم وبين العقلِ جداراً من نار. إنهم يشتغلون ويتحركون ويفكرون في المنطقة التي لا يجول فيها إلا الجنون.

 

لتصلك آخر الأخبار تابعنا على قناتنا على تلغرام: العراق أولاً

لمتابعتنا على فيسبوك يرجى الضغط على الرابط التالي: “العراق أولاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى