ما السر وراء توقف الزرافة عن الإنجاب مبكراً.. دراسة تجيب!
تعد الزرافات من الثدييات الإفريقية، وفي السابق تم اعتبارها بأنها تندرج تحت نوع واحد فقط، مع وجود تقسيمات لسلالات فرعية.
وفي دراسة جديدة، تم اكتشاف حقيقة مثيرة عن الزرافات تبين سر توقفها عن الإنجاب مبكرا.
وتزعم الدراسة التي أصدرتها جامعة بريستول البريطانية والمنشورة في دورية “مامال ريفيو” أن الزرافات الإناث تطورت لتخوض سن اليأس في وقت مبكر، وذلك لكي تتفرغ لرعاية أحفادها.
وعن السبب، تشير الدراسة إلى أن الإناث الأنيقات يقضين ما يصل إلى 30 بالمئة من حياتهن في “حالة ما بعد الإنجاب” للمساعدة في تربية الأجيال المتعاقبة من الأبناء في وقت لاحق من الحياة، وضمان الحفاظ على جيناتهم.
ولفتت الدراسة إلى أن “هذه السمة التطورية تُعرف باسم “فرضية الجدة”، والتي استخدمت لشرح سبب عيش البشر لفترة طويلة نسبيا بعد التكاثر والإنجاب.
أما عن حيوانات أخرى، يقول مؤلفو الدراسة إن الفيلة والحيتان القاتلة تقضي 23 و35 بالمئة من حياتها في حالة ما بعد الإنجاب، على التوالي.
كذلك اكتشف العلماء من جامعة بريستول دليلا على أن الزرافات تحديدا من الأنواع شديدة التعقيد اجتماعيا – أكثر مما كان يعتقد سابقا – وذلك لأن الإناث تساعد في رعاية نسلها.
وفي الدراسة نظرت المؤلفة الرئيسيو لها، زوي مولر، في المدة التي تعيشها إناث الزرافة البالغة في البرية (28 عاما وفقا لدراسة أجريت عام 2017)، ثم قامت بخصم العمر الذي تتوقف عنده عن الإنجاب (20 عاما).
وقالت لصحيفة “ديلي ميل” البريطانية: “لقد ترك هذا فترة 8 سنوات، حيث تبقى الزرافات البالغة مع القطيع، لكنها لا تنتج ذرية”.
ولفتت إلى ان فترة الثماني سنوات هذه تمثل 30 بالمئة من عمر الزرافات.
وتجمع الدراسة جميع الأدلة التي تشير إلى أن الزرافات هي في الواقع نوع اجتماعي شديد التعقيد، مثلها مثل الفيلة والحيتان والحيتانيات والشمبانزي.
وأعربت زوي مولر عن أملها أن “ترسم الدراسة الجديدة خطا في الرمال، وأن نعتبر الزرافات من الآن فصاعدا ثدييات ذكية تعيش في مجموعات طورت مجتمعات ناجحة للغاية ومعقدة، مما سهّل بقائها في النظم البيئية القاسية المليئة بالحيوانات المفترسة”.
كما اقترحت مولر مجالات رئيسية لبحثها في المستقبل، بما في ذلك الحاجة إلى فهم الدور الذي يلعبه كبار السن من الزرافات في مرحلة ما بعد الإنجاب في المجتمع، وما هي فوائد اللياقة البدنية التي تجلبها لبقاء جماعتها.
وشددت على أنه “إذا نظرنا إلى الزرافات على أنها نوع شديد التعقيد اجتماعيا، فإن هذا أيضا يرفع مكانتها لتصبح ثديًّا أكثر تعقيدا وذكاءا تستحق الحماية بشكل متزايد”.
وانخفض عدد الزرافات بنسبة 40 بالمئة منذ أواخر ثمانينيات القرن الماضي، ويعتقد الآن أن هناك أقل من 98 ألف زرافة باقية في البرية.
ر. س