ناقوس الحرب يقرع بالشرق الأوسط و التهديدات تتصاعد إيران و امريكا
اشتدَّت خلال الساعات الماضية حدة التصريحات بين المسؤولين الإيرانيين والأميركيين، ما ينذر باندلاع حرب مدمرة في منطقة الشرق الأوسط، فبينما نشرت وزارة الدفاع الأميركية قاذفات B52 جديدة في المنطقة، أعلن المرشد الإيراني الأعلىالسيد علي خامنئي أنَّ صواريخ بلاده باتت قادرة على إسقاط الطائرات الأميركية في المنطقة، إذا تجاوزت حدودها، بينما كشف الحرس الثوري الإيراني أمس الجمعة عن قاعدة صواريخ تحت الأرض تطل على شاطئ الخليج.
وقال السيد خامنئي في كلمة متلفزة بمناسبة ذكرى انتفاضة 8 كانون الثاني 1978: إن “صواريخنا قصفت قاعدة عين الأسد، والعدو بات يحسب لهذه القوة الكثير من الحساب”، مجددا تأكيده أن “إيران لا تتدخل في شؤون دول المنطقة، لا في العراق، ولا في لبنان ولا في سوريا”.
واعتبر أن قرار البرلمان الإيراني تخصيب اليورانيوم بنسبة 20% “قرار صحيح ومنطقي”، مضيفا أن “إيران ستتراجع عن خفض التزاماتها في الاتفاق النووي في حال نفذ الطرف المقابل التزاماته، سياستنا هي الالتزام مقابل الالتزام”.
ولفت إلى “أننا سنتابع التعويض عن خسائرنا جراء العقوبات في المراحل التالية، في حال رفع العقوبات وعودة واشنطن الى الاتفاق”، مشددا على أنه “على أميركا والدول الغربية رفع الحظر الاقتصادي الجائر عن الإيرانيين أولا، قبل إعطاء الأوامر”.
إلى ذلك كشف الحرس الثوري الإيراني، أمس الجمعة، عن قاعدة صواريخ تحت الأرض على سواحل الخليج بجنوب إيران.
وتم الكشف عن القاعدة التابعة للقوات البحرية للحرس الثوري بحضور قائد الحرس، اللواء حسين سلامي الذي قال: “منطقنا هو الدفاع عن وحدة الأراضي الإيرانية واستقلالها وتعزيز قوتنا، عدونا يرفض قوة منطق إيران لأنه يعتمد منطق القوة”.
وأضاف، “ليس أمام إيران سوى تعزيز قدراتها الردعية الدفاعية والهجومية لمنع العدو عن فرض هيمنته ومخططاته”، مشيرا إلى أن “هذه القاعدة إحدى منشآتنا التي تضم صواريخ ستراتيجية تابعة للقوات البحرية إضافة إلى منصات إطلاق”.
وأكد قائد الحرس الإيراني أن “قاعدة الصواريخ تمتد على طول عدة كيلومترات، وبحريتنا تمتلك عددا كبيرا من هذه القواعد، فهي من أكثر الصواريخ تقدما والتي تستخدم في المعارك الساحلية والبحرية”، منوها بأن “قواتنا البحرية بلغت الاكتفاء الذاتي بفضل قدرتها المحلية وقوتها الهجومية”.
وقال إن القاعدة تضم صواريخ دقيقة يصل مداها الى مئات الكيلومترات، مشدداً على أن قوات الحرس الثوري على أهبة الاستعداد لأي عمليات عاجلة.وأضاف سلامي: “قواتنا قادرة على القضاء على تهديدات العدو في مهدها، جاهزون لشن دفاع هجومي في أي لحظة للدفاع عن المصالح الحيوية الإيرانية في مياه الخليج”.
في المقابلنقل الجيش الأميركي طائرتين قاذفتين من طراز B-52 إلى الشرق الأوسط من قاعدتهما في الولايات المتحدة، في رابع انتشار من هذا القبيل قالت شبكة “CNN” أن واشنطن تريد توجيه رسالة إلى إيران.
وقال سلاح الجو الأميركي في بيان: إن “هذه المهمة الأخيرة كانت لإظهار التزام الجيش الأميركي المستمر بالأمن الإقليمي وردع العدوان”، وتأتي وسط مخاوف من أن إيران ربما لا تزال تسعى للرد على اغتيال قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني.
وتشير هذه الخطوة، بحسب “CNN” إلى أنه لن يكون هناك تهاون في حملة الردع الأميركية، وسط توتر عال قبل أقل من أسبوعين من تولي الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن منصبه.
وحلقت أطقم الطائرتين في مهمة استمرت 36 ساعة بدون توقف من قاعدة “مينوت” الجوية، إلى مياه الخليج والعودة، بهدف إرسال رسالة ردع واضحة من خلال إظهار القدرة على نشر قوة قتالية ساحقة في وقت قصير.
وقال مسؤول دفاعي عن التحركات: “ما زلنا نشهد مستويات متزايدة من الاستعداد عبر الأنظمة الدفاعية الإيرانية، وما زلنا نحمل مؤشرات على التخطيط المتقدم لهجمات محتملة في (إحدى دول المنطقة)، رغم أنه من غير الواضح ما إذا كان بإمكانهم المضي قدمًا في أي هجوم ومتى في المنطقة”.
بدوره، قال العميد المتقاعد أمين محمد حطيط، إن ايران تملك القدرة على الوصول إلى 54 قاعدة عسكرية منتشرة في المنطقة وتهديد أمن 65 ألف عسكري أميركي.
وبحسب حوار له مع وكالة “تسنيم” الإيرانية أكد حطيط أن “قدرة إيران تستطيع من خلالها الوصول إلى الأهداف الستراتيجية الاقتصادية الكبرى لحلفاء وأتباع وأدوات أميركا في المنطقة”.