هل يساعد العلاج النفسي في الشفاء من الذهان عند الأطفال.. دراسة تجيب!

كشفت دراسة، عن التزايد الملحوظ في حالات الذهان عند الأطفال ودور العلاج النفسي في علاجه، مشيرةً إلى أن مسألة تشخيص الإصابة بذلك المرض ضرورية، ويستلزم اكتشافها باكراً.

تعريف الذهان عند الأطفال

يعتقد العلماء أن التعريف الأكثر اختصارًا لذهان الطفولة هو تعرض الأطفال ‑قبل سن الـ13- لمجموعة من الأوهام والهلاوس، التي تؤثر على قدرتهم على ممارسة حياتهم بشكل طبيعي. أما عن التعريف الأكثر دقة، فيصف الذهان عند الأطفال بأنه أحد مظاهر الاضطرابات السلوكية والفكرية عند الأطفال.

أعراض الذهان عند الأطفال

اختصر المتخصصون أعراض مرض الذهان عند الأطفال في سلسلة من الظواهر التي تتضح على الطفل، وتتعلق بمجموعة من المشكلات في السلوك والأفعال وحتى العواطف والتي يجب أن تتم ملاحظتها بشكل سريع تجنبًا لتفاقم أعراض المرض، مع التشديد على أن تلك الأعراض تختلف من حالة لأخرى، وفيما يلي نبدأ في استعراض أبرزها.

خلل في النمو

أحد أعراض الذهان والتي تظهر بشكل مبكّر هو حدوث خلل بالنمو، والذي يظهر على هيئة تأخر اكتساب الطفل للمهارات اللغوية، حيث لا يمكنه تكوين جمل مفيدة، وأحيانًا تصل الحالة لعدم القدرة على النطق بشكل سليم.

وتشمل الأعراض الحالة الجسدية للطفل، حيث لا يستطيع ‑كغيره من الأطفال- الزحف، ما يجعله عرضةً لتأخُر المشي، فيما تظهر أحيانًا على المصاب بذهان الطفولة بعض السلوكيات الحركية غير الطبيعية مثل رفرفة الأذرع.

لكن بشكلٍ عام، الأعراض أعلاه ليست دليلا دامغاً على إصابة الطفل بالذهان، لأنها تنتشر أيضًا لدى الأطفال الذين يعانون من اضطرابات النمو الشامل، كاضطراب التوحُّد، لذلك لا يمكن اعتبارها مؤشرًا أكيدًا.

الأوهام والهلاوس

من أبرز أعراض الذهان عند الأطفال، والتي تتضح مع تقدمهم في العُمر، هي الأوهام، والتي تعرَّف على أنها اعتقادات لا علاقة لها بالواقع الذي يعيشه الإنسان، لذلك يعتقد الطفل المتأثر بها أنّه مستهدف من قبل الآخرين، ويبدأ بتحليل تعليقات وإيماءات الآخرين تجاهه بشكل خاطئ، بل وأحيانًا يعتبرها محاولات لإيذائه أو التنمُّر عليه.

أما بالنسبة للهلاوس، فهي عبارة عن سماع أو رؤية أشياء غير موجودة، وفي بعض الحالات المتقدمة تضرب الهلاوس جميع حواس الطفل، ما يعني أنّ خبرات الطفل كافة قد يتم تشويهها.

اضطراب التفكير

واستمرارًا لاستعراض أعراض مرض الذهان عند الأطفال، ينبغي الإشارة إلى مشكلة انفصام الشخصية، الذي يستدل عليه عبر حديث الطفل غير المنظم، والذي يؤول بالنهاية إلى استحالة التواصل مع الآخرين.

الفوضى

يكون الطفل المصاب بالذهان فوضوياً، يميل إلى اعناد، وعدم الاستماع للتوجيهات، كما تظهر عليه أمارات الحركة المفرطة، التي تكون غير مبررة بشكل كبير.

السلبية

ومن الأعراض الأكثر خطورة لذهان الأطفال هي تصرفات الطفل السلبية، كتجاهله لنظافته الشخصية، أو حياد مشاعره، وعدم الاهتمام بأي أنشطة، ما يعني عدم قدرته على الشعور بالسعادة.

أسباب الذهان عند الأطفال

وفقاً للباحثين، لم يتم تحديد سبب مباشر للإصابة بالذهان عند الأطفال، ومع ذلك، اتضح أنّ هنالك عدة عوامل يمكن لها أن تلعب دوراً مؤثراً في إصابة الطفل بالذهان، ونستعرضها تباعاً فيما يلي.

  • العامل الوراثي: يكون الطفل أكثر عرضة للإصابة بالذهان إن كان منحدرًا من أسرة لها تاريخ مع المرض نفسه، أو مع أي من الاضطرابات الأخرى مثل الفصام أو الانطوائية.
  • الجهاز العصبي: يمكن للأطفال الذين يعانون من خلل بالجهاز العصبي، كالتهاب المخ أو الأورام، أن يكونوا أكثر عرضة لاختبار مرض الذهان.
  • الصدمات: تؤدي الصدمات النفسية والتوترات أحياناً إلى الإصابة بذهان الطفولة، لأن الطفل بدوره لا يتمكن من استيعاب هذه الصدمات التي قد تفوق قدرة احتماله النفسية.
  • اضطرابات التنشئة: تقود التربية الخاطئة والإيذاء النفسي والجسدي للطفل إلى إصابته أحياناً بالذهان.

أنواع الذهان عند الأطفال

الذهان الوظيفي.قسّم العلماء ذهان الطفولة إلى 3 أقسام رئيسية، من أجل تحديد طرق التعامل مع الطفل المصاب، تجنبًا لتفاقم الأعراض التي تصل أحيانًا للتفكير في الهروب من الأسرة، الانعزال، إيذاء النفس أو حتى الانتحار.

  • الذهان العضوي: يعني ذلك أن الطفل لديه مشكلة مزمنة بالمخ، أي أنه وُلد حاملًا لذلك الاضطراب بداخله.
  • ذهان التسمُم: ويحدث هذا النوع من الإصابة إثر تعرُّض الطفل لعوامل خارجية جسدية مثل الإصابات الحادة بالرأس.
  • الذهان الوظيفي: ينقسم الذهان الوظيفي إلى مجموعتين، وهما (الانعزال الطفلي- فصام الأطفال)، وهو أحد الاضطرابات العضوية في وظائف المخ، التي لا يمكن تحديدها بشكل مادي، وتتضمن تشوهاً واضحاً في الإدراك والأحاسيس.

هل يمكن علاج مرض الذهان عند الأطفال؟

الرعاية الأسرية.في الغالب يتطلب علاج الذهان عن الأطفال متابعة تستمر مدى الحياة، حتى وإن توقفت الأعراض عن الظهور، خوفاً من أن يتعرض المصاب للانتكاس، مع التشديد على أنه لا يمكن علاج الذهان نهائياً.

ويتضمن العلاج عدة أساليب سنبدأ في شرحها تباعاً.

العلاج بالأدوية

تتشابه الأدوية التي توصف لعلاج الذهان عند الأطفال بتلك التي توصف للكبار، ويكون الهدف من تعاطيها هو الحد من الأعراض المصاحبة للذهان، مثل مضادات الهلاوس والأوهام.

بمرور الوقت، قد تتغير جرعات وأنواع العقاقير التي يصفها الأطباء للطفل، بتغيّر الأعراض التي تظهر عليه، فقد توصف للطفل أحيانا مضادات الاكتئاب أو القلق، وفي الغالب يظهر الطفل استجابة للأدوية بعد مرور عدة أسابيع من بدء العلاج.

العلاج النفسي

يمكن أن يساعد العلاج النفسي على السيطرة على بعض أعراض الذهان عند الأطفال، خاصةً وأن الطفل عليه أن يتعايش مع المرض لفترة ليست بالقليلة، ويشمل العلاج النفسي الآتي ذكره.

  1. العلاج الفردي: وهو ما يعرف بالعلاج السلوكي المعرفي، حيث يخضع الطفل لجلسات مع مختص من أجل تدريبه على كيفية التعامل مع الضغوطات والتحديات المصاحبة للذهان بشكل يومي، وحثه على الالتزام بخطة العلاج.
  2. العلاج الأسري: ينبغي توعية أسرة الطفل بأعراض وتوابع الإصابة بهذا المرض، وتشجيعهم على رعاية الطفل بصورة أكبر، من أجل تحسين مهارات التواصل لدى الطفل، وتوفير بيئة مناسبة نفسياً له.

في النهاية، وبعد أن تعرفنا على كل ما يخص الذهان عند الأطفال، تتبقى الإشارة إلى أن أهم طرق التعايش مع هذا الاضطراب هي الاهتمام بصقل مهارات الطفل الاجتماعية والحياتية، بحيث يتمكّن من التعايش مع الوضع الذي يعيشه، والذي غالبًا ما يكون خارجًا عن إرادته.

 

زر الذهاب إلى الأعلى