أول تقنية للتحكم في الشهية والسلوك داخل الدماغ
توصل باحثون في كوريا الجنوبية إلى طريقة غير جراحية للتحكم عن بعد، بدقة، في أجزاء معينة من الدماغ، باستخدام المجالات المغناطيسية، ما يفتح آفاقاً لفهم وظائف الدماغ واكتشاف علاجات جديدة متطورة للاضطرابات العصبية، وتنظيم عمليات فسيولوجية، بما في ذلك سلوكيات التغذية.
وصف الباحثون في معهد العلوم الأساسية “IBS” وتينيسي ما توصلوا إليه باختراق في علم الأعصاب، حيث طوروا طريقة لاستهداف المسارات في الدماغ باستخدام مزيج من الجينات والجسيمات النانوية والمجالات المغناطيسية.
واعتمد الباحثون على تقنية تعرف باسم “Nano-MIND، وهي اختصار لـMagnetogenetic Interface for NeuroDynamics”، وتعني واجهة مغناطيسية وراثية لعلم الأعصاب الديناميكي.
وأوضح الباحثون إن تجاربهم أظهرت أن التقنية قادرة على تنشيط خلايا عصبية ودوائر معينة بشكل انتقائي لتعديل وظائف الدماغ العليا.
واختبر الباحثون التقنية في فئران المختبر المتحركة، وقاموا بتصميم ثلاثة اختبارات مختلفة، يتعلق الأول بالمستقبلات المشاركة في سلوكيات التغذية، والثاني بالتواصل الاجتماعي، والثالث في رعاية الوالدين.
وكشفت مراقبة حركات الحيوانات وتناول الطعام داخل وخارج المجال المغناطيسي عن اختلافات كبيرة، أظهرت أنه من الممكن حرفيًا تبديل رغبة الفأر في الأكل وإيقافها حسب الرغبة.
وفي إحدى التجارب، قاموا بتنشيط مستقبلات غابا المثبطة بشكل انتقائي في الخلايا العصبية في المنطقة البصرية الأمامية الوسطى mPOA من منطقة تحت المهاد، وهي المنطقة التي تعتبر مركزية للتربية.
وعندما تم تنشيط الخلايا العصبية في الفئران الإناث غير الأمومية، تم تعزيز سلوكيات الرعاية بشكل كبير، مع ملاحظة زيادة تزيد عن أربعة أضعاف في وقت الرعاية.
كما استهدف الباحثون الدوائر في منطقة تحت المهاد الجانبية، وهي منطقة معقدة في الدماغ تشارك في تنظيم العديد من العمليات الفسيولوجية، بما يشمل التغذية.
وأدى تنشيط الخلايا العصبية المثبطة في هذه المنطقة إلى زيادة بنسبة 100% في الشهية وسلوكيات التغذية، في حين أدى تنشيط الخلايا العصبية المثيرة إلى تقليل الشهية وسلوكيات التغذية بأكثر من 50%.
وقال المؤلف الرئيسي للدراسة ومدير مركز “IBS” للطب النانوي، جين وو تشيون: “هذه هي أول تقنية في العالم للتحكم بحرية في مناطق معينة من الدماغ باستخدام المجالات المغناطيسية”، وفقاً لموقع “ساينس ألرت”.
وبحسب الدراسة، إن امتلاك مثل هذه التقنية الدقيقة على دوائر معينة في الدماغ، ستكون بمثابة قفزة علمية للباحثين الذين يسعون إلى رسم خرائط للمسارات العصبية، أو اختبار علاجات جديدة.