الأكاديمية البريطانية للسينما تعلن عن ترشيحاتها لجوائز عام 2021 ضمت ’فيلم خاشقجي’
ضمت قائمة ترشيحات جوائز الأكاديمية البريطانية لفنون السينما والتلفزيون “بافتا” هذا العام فيلم “المنشق” الوثائقي، الذي يتناول اغتيال الصحفي السعودي جمال خاشقجي، وفيلماً قصيراً عن معاناة الفلسطينيين أثناء عبور نقاط التفتيش الإسرائيلية في الأراضي المحتلة، وفيلماً روائياً طويلاً عن معتقل موريتاني في سجن غوانتانامو.
بحسب موقع Middle East Eye البريطاني، الخميس 11 مارس/آذار 2021، فقد حظي إعلان “الأكاديمية البريطانية لفنون السينما والتلفزيون” عن ترشيحاتها، الثلاثاء، بإشادة واسعة النطاق لما اتسمت به من حفاظ على التنوع والتعدد الثقافي والالتفات إلى مجموعات الأقليات العرقية.
حيث جاء فيلم “المنشق” The Dissident الذي يتناول قضية الاغتيال الوحشي للصحفي السعودي جمال خاشقجي على يد عملاء سعوديين في فئة المرشحين لجائزة أفضل فيلم وثائقي.
أما فيلم “الموريتاني” The Mauritanian، الذي تدور أحداثه حول مواطن موريتاني اعتقل في سجن غوانتانامو الأمريكي لمدة 14 عاماً دون توجيه اتهامات إليه، فقد حصل على خمسة ترشيحات.
بالإضافة إلى ذلك، ترشّح فيلم المخرجة البريطانية الفلسطينية فرح نابلسي “الهدية” The Present لجائزة أفضل فيلم بريطاني قصير.
معاناة على الحاجز
يستكشف الفيلم القصير الذي تبلغ مدته 25 دقيقة التجارب والمِحَن التي يعانيها الفلسطينيون على نقاط التفتيش المنتشرة في الضفة الغربية المحتلة، وتدور القصة حول رجل فلسطيني يخرج مع ابنته الصغيرة لشراء هدية لزوجته بمناسبة الذكرى السنوية لزواجهما.
من جانبها، قالت نابلسي إن الفيلم مستوحى من تجربة خاصة عاينتها أثناء رحلة إلى فلسطين في عام 2013، حيث اختبرت المرور بنقاط التفتيش بنفسها وتحدثت إلى السكان المحليين الذين يعانون آثارها بوتيرة منتظمة وطيلة الوقت.
وفي مقابلة مع قناة الجزيرة القطرية، قالت فرح إن البيانات “يمكنها أن توضح لك نقاط التفتيش بكل حقائقها وأرقامها والوقائع التي تشهدها، فقد تجد امرأة وُلدت عند نقطة تفتيش، لكن عندما تختبر الأمر بنفسك وتقف عند نقطة تفتيش، فإنه مختلف تماماً عما تقدمه الحقائق والأرقام”.
كما أضافت: “لقد كانت هذه الرحلة سبباً في تغيير مسار حياتي، وكان لها تأثير كبير فيّ، وعدت بعدها لأخوض اشتباكاً معها لمدة عامين”.
تم تصوير أحد مشاهد الفيلم عند نقطة التفتيش رقم 300 في بيت لحم، وكان الهدف بيان مصاعب الحياة الواقعية، التي يواجهها الفلسطينيون وهم يخوضون حياتهم اليومية، على أيدي ضباط الاحتلال الإسرائيلي.
يُشار إلى نابلسي أنتجت 4 أفلام قصيرة أخرى، تركّز جميعها على جوانب مختلفة من الحياة الفلسطينية، وتعمل حالياً على أول فيلم طويل لها.
فيلم “المنشق”
من جانبها، وصفت خديجة جنكيز، خطيبة الراحل جمال خاشقجي، ترشيح فيلم “المنشق” للحصول على الجائزة، بأنه “شرف عظيم”، وأن التقدير من هذا النوع من شأنه “الحفاظ على ذكرى جمال خاشقجي ودعم الحملات الداعية إلى محاسبة” المسؤولين عن قتله.
يُذكر أن الفيلم كان قد تعرّض في وقت سابق من هذا العام لحملة منظمة استهدفته بنشر تعليقات وتقييمات سلبية على مواقع رصد تعليقات الجمهور مثل موقع Rotten Tomatoes، وموقع IMDB.
وغمر 500 تقييم سلبي بشأن الفيلم موقع Rotten Tomatoes في يوم واحد فقط من شهر يناير/كانون الثاني، ما أدى إلى انخفاض تقييم الفيلم على الموقع الإلكتروني. وقال متحدث باسم الموقع إنه كانت هناك “محاولات متعمدة” للتلاعب في تقييم الفيلم.
مع ذلك، وعلى الرغم من الحملات المهاجِمة للفيلم، لاقى الفيلم استحسان النقاد.
ويسعى الفيلم إلى أن يصبح ثاني فيلم على التوالي تتعلق أحداثه بالشرق الأوسط ويفوز بجائزة أفضل فيلم وثائقي من جوائز بافتا، بعد أن حصل فيلم For Sama، الذي يتناول معاناة الناس في الحرب السورية، على الجائزة العام الماضي.
فيلم “الموريتاني”
يأتي من بين الترشيحات الخمسة لفيلم “الموريتاني” ترشيح في فئة أفضل ممثل للممثل الفرنسي من أصول جزائرية، طاهر رحيم، عن تمثيله شخصية المعتقل الموريتاني محمدو ولد صلاحي.
ويوصف صلاحي، وهو مواطن موريتاني دخل سجن غوانتانامو في عام 2002، بأنه “أحد أكثر الرجال تعرضاً للتعذيب في تاريخ سجن غوانتانامو”.
ويستند الفيلم إلى مذكراته التي احتلت قوائم الأكثر مبيعاً، والتي تتناول بالتفصيل أساليب التعذيب التي تعرض لها، مثل حرمان النوم القسري، والتقييد في أوضاع منهكة، والنوبات الطويلة من موسيقى “الهيفي ميتال” الصاخبة على نحو مؤلم، والتهديدات الجنسية بحق والدته.
وترشح الفيلم الذي يصور محنة صلاحي لجائزة أفضل فيلم طويل، وأفضل فيلم بريطاني، وأفضل تصوير سينمائي، وأفضل سيناريو مقتبس، وأفضل ممثل.
من جهة أخرى، وبعد ردود فعل عنيفة على عدم ترشيح أي نساء لجائزة أفضل مخرج في “بافتا” العام الماضي، سُر المراقبون هذا العام بوجود 4 مخرجات في قائمة الترشيح القصيرة التي تضم 6 مرشحين هذا العام.
وبعد الافتقار إلى أي مرشحين من غير البيض في عام 2020، يأتي 16 من أصل 24 مرشحاً هذا العام لجوائز الأدوار الرئيسية والمساعدة هذا العام من ممثلين ملونين
يُشار إلى أن الحفل سيقام في 11 أبريل/نيسان في قاعة “رويال ألبرت هول” في لندن، وبدون جمهور بسبب جائحة كورونا.
المصدر: عربي بوست