الإعلام الرقمي والتسول الالكتروني

كتب عبد اللطيف الزيدي.. قد يبدو للوهلة الاولى لك العنوان مبهماً وغريباً؛ خصوصاً مع التطور الرقمي “الايجابي” الذي شهده العالم على الصعيد العلمي والعملي والثورة التكنلوجية الهائلة؛ كنا نسمع بالامس السيارات الكهربائية ورايناها اليوم في شوارعنا وبيوتنا ؛ كذلك في تطبيقات تتحدث لها صوتياً ويات لك بما تطلبه ببضع لحظات كما في شات جي بي تي وغيرها.
التواصل الاجتماعي كان قبل العام ٢٠١٣ في العراق ومحافظاته محدوداً جداً ولكنه شهد انتشاراً كبيراً وغير متوقع بعد العام ٢٠١٥ حيث اصبح غالبية الشباب والفتيات يمتلكون حساباً او حسابين على احد منصات “التواصل” المتعددة باشكالها واستعمالاتها.
ومع انتشار التواصل الاجتماعي بشكل كبير طرأت ظاهرة التسول الالكتروني ظاهرة عالمية وليست محلية فقط، ويعد شهر رمضان موسم التسول الالكتروني والمتسول إلكترونياً هو الذى يجلس أمام حاسوبه وهاتفه، يحصل على الأموال من أهل الخير دون جهد أو مشقة، فقط بكتابة رسائل من منزله، وتلك الظاهرة انتشرت بشكل كبير، وتنشط فى شهر رمضان والاعياد الرسمية الاخرى، فهناك من يدعى المرض لجمع الأموال، ومنهم من يطلب معونة رمضان، أو ملابس لأطفاله، أو مساعدة عاجلة لأنقاذه من السجن بسبب تراكم الديون عليه الخ…
ظاهرة “التسول الالكتروني” لها اوجه وصور عديدة ومشخصة تحديداً في العراق مثل
(ابني مريض وبحاجة لحليب ) او ( نعيش بهيكل ايجار ولا نملك مالاً لدفع الاجار الشهري) قد يكون البعض محقاً ومتعففاً فعلاً؛ لكن وبعد التمحيص والبحث وجد ان غالبيتهم يعملون في شبكات “نصب واحتيال”والدليل كيف بشخص لا يملك قوت يومه حسب ادعائهم ولكنه يمتلك رقم (حساب مصرفي ) “كي كارد؛ او زين كاش” وفي الغالب يتم الطلب من المتبرع ان يبعث المال عبر تلك الحسابات ؛ وعند محاولتك التبرع فعلياً ولكن حباً منك لايصال المساعدة مباشرة لطالبها تجد صعوبة بالاتصال به ومحاولة الوصول اليه مقطوعة ؛
والصورة الاخرى “ناشطين ومدونين واعلاميين” بهذه الصفات يتم “النصب” والتسول من اجل الحصول على المال بحجة وجود مستفيدين ومحتاجين اليها ؛ دون وجود اسم منظمة مسجلة رسمياً او طلب من احد؛ بل يمكن تعريفهم انهم متطوعون مدعومون في الغالب من جهات او قريبون منها يتم استخدامهم لاحقاً لاخذ بيانات وجمع معلومات وتفاصيل بحجة ترويج معاملات رعاية اجتماعية او منح شهرية للمتعفيين وبالتالي يتم استخدام مستمسكاتهم انتخابياً لاحقاً.
ويبقى الاهم للمواطنين ولمن يود المشاركة بعمل الخير ان يوصل المساعدة بنفسه للمحتاجين و “الاقربون اولى بالمعروف” وان لا يتم التعامل مع اي شخص او شخصية تحمل صفة” مزورة” عبر التواصل الرقمي الالكتروني كي لا تتحول هذه النعمة العظيمة لنقمة مقيته ويُقطع سبيل المعروف للابد نتيجة سوء تصرفات البعض من المتسولين.