السفير السعودي في العراق يكشف عن موقف بلاده من الانتخابات
أعلن سفير المملكة العربية السعودية في العراق، عبد العزيز الشمري، اليوم الجمعة، عن موقف بلاده من الانتخابات العراقية ، موضحاً عن رؤية الرياض في سبل التعاون بمختلف المجالات مع العراق .
وقال السفير الشمري، خلال مقابلة مع الوكالة الرسمية تابعها “العراق أولاً” إن “المملكة تربطها مع العراق علاقات تأريخية واجتماعية ووشائج قربی، وبالنظر للتكوين الاجتماعي للعراق نجد أن العشائر العربية في الشقيقة العراق هي قبائل عربية قدمت من الجزيرة العربية ولها امتداد اجتماعي حالي في المملكة”.
وأردف بالقول، إن “المملكة تدعم عراقاً مستقلاً ومستقراً ومزدهراً، وفي هذا الإطار تدعم المملكة كل ما يمكن العراق من استعادة مكانته الإقليمية والدولية، وكما ترون الوفود الرسمية من المملكة التي تزور العراق بشكل مستمر في إطار مجلس التنسيق السعودي – العراقي ومن أجل استمرار التشاور والتنسيق بين قيادات ومسؤولي البلدين والسعي لتفعيل عمل وتحقيق أهداف اللجان المنبثقة عن المجلس لمصلحة العراق وشعبه العزيز”.
وتابع، “كما أن قبول المملكة للدعوة ومشاركة وزير الخارجية في مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة تأتي استمراراً لهذا الدعم الذي يهدف لاستعادة مكانة العراق إقليمياً ودولياً”.
الانتخابات العراقية
وبين الشمري، أن “الانتخابات النيابية في العراق شأن داخلي عراقي”، مضيفاً أن “المملكة لا تتدخل في هذه المسألة بأي شكل من الأشكال”.
وفي ما يخص مجالات الدعم والتأييد المتبادل في إطار الدبلوماسية متعددة الأطراف بين البلدين، أوضح الشمري، إن “التنسيق والتشاور قائمان ومستمران وأن تبادل الدعم قائم على أعلى مستوى بين البلدين.”
العراق ومجلس التعاون الخليجي
وأفاد، أنه “خلال الدورة الحادية والأربعين لاجتماع قمة دول مجلس التعاون والتي أقيمت في مدينة العلا، أبدى المجلس ارتياحه لما تم اتخاذه من خطوات لتنفيذ مذكرة التفاهم وخطة العمل المشترك للحوار الاستراتيجي، وتطوير العلاقات بين منظومة مجلس التعاون وجمهورية العراق في جميع المجالات السياسية والأمنية والاقتصادية والثقافية وغيرها”.
وأضاف السفير السعودي، “كما أكد المجلس على مواقفه وقراراته الثابتة بشأن العراق، وأهمية الحفاظ على سلامة ووحدة أراضيه وسيادته الكاملة وهويته العربية ونسيجه الاجتماعي ووحدته الوطنية ومساندته لمواجهة الجماعات الإرهابية والجماعات المسلحة وتعزيز سيادة الدولة وإنفاذ القانون”.
مؤتمر بغداد
ولفت السفيرالى ، أن “مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة حقق نجاحاً انعكس من خلال مستوى حضور القمة والدعم الكبير الذي يجده العراق من المملكة والدول العربية، وانعكس ايضا من خلال البيان الختامي، الذي عبر فيه المشاركون عن وقوفهم إلى جانب العراق حكومة وشعباً، وشددوا على ضرورة توحيد الجهود الاقليمية والدولية وبالشكل الذي ينعكس ايجاباً على استقرار المنطقة وأمنها، وترحيب المشاركين بالجهود الدبلوماسية العراقية الحثيثة للوصول الى أرضية من المشتركات مع المحيطين الإقليمي والدولي في سبيل تعزيز الشراكات السياسية والاقتصادية والأمنية وتبني الحوار البناء وترسيخ التفاهمات على أساس المصالح المشتركة”.
وأوضح، أن “احتضان بغداد لهذا المؤتمر دليل واضح على اعتماد العراق سياسة التوازن والتعاون الإيجابي في علاقاته الخارجية”.
التعاون الأمني
وبخصوص التعاون الأمني بين العراق والسعودية، قال السفير، إن “البلدين يعملان بشكل وثيق وتعاون مستمر في ملف مكافحة الإرهاب”، منوهاً بأن “التعاون بين الأجهزة العسكرية يقوم من خلال تبادل التمارين المشتركة والتدريب والمعلومات”.
وأكد، أن “هناك تنسيقاً عالي المستوى بين قطاعي حرس الحدود في كل من المملكة وجمهورية العراق ،ويتم الاجتماع بين الطرفين بشكل دوري وتبادل المعلومات”.
ولفت إلى، أن “المملكة تولي أهمية كبيرة لملف التصدي للإرهاب والفكر المتطرف، وأهم إنجازاتها: المساهمة بمبلغ مليار دولار لإنشاء مركز الأمم المتحدة لمحاربة التطرف، وعلى المستوى الداخلي عملت الأجهزة ذات العلاقة وبتوجيه القيادة في المملكة بمراجعة كل ما من شأنه أن يؤدي إلى وجود خطاب متطرف سواء في الإعلام أو الثقافة أو المناهج التعليمية ،وبالفعل حققت المملكة تقدماً كبيراً في محاربة الخطاب المتطرف”.
وتابع أن “المملكة أنشأت المركز العالمي لمكافحة الفكر المتطرف (اعتدال) وهو مركز عالمي مهمته مكافحة التطرف واجتثاث جذوره، والتصدي له وتعزيز التسامح والتعايش بين الشعوب، حيث تأسس يوم 21 آيار 2017 خلال انعقاد القمة العربية الإسلامية الأمريكية في الرياض، ويقع مقره في العاصمة السعودية الرياض، ويعد أول مركز مهتم بثقافة الاعتدال الفكري، يتم من خلاله رصد وتفاعل وتحليل الفكر المتطرف، بالتعاون مع شبكات إقليمية ودولية”.
وأشار الى “انشاء مركز الأمير محمد بن نايف للمناصحة، الذي هدفه تأهيل المتهمين بتبني الفكر الضال وتصحيح المفاهيم المغلوطة التي أدت لانحراف عقائدي أو تطرف فكري”
صندوق الاستثمار
وبشأن تأسيس صندوق عراقي سعودي مشترك يقدر رأس ماله بثلاثة مليارات دولار والانفتاح السعودي على الاستثمار في العراق، قال الشمري: إن “الصندوق المشترك سيعزز التبادل التجاري بين البلدين وسيسهم في دعم الاستثمارات في المجالات الاقتصادية الواعدة”.
وأضاف، أن “العراق بلد جار وصديق تربطنا به روابط الدين والعرق والجوار والتأريخ والمصالح المشتركة، كما أن العراق بلد غني بثرواته وعلى رأسها الثروة البشرية والإنسان العراقي ويتمتع بثروات طبيعية وزراعية وكلها جاذبة للاستثمارات العالمية”.
وأكد أن “المملكة ترغب بمزيد من الاستثمارات في العراق، ولديها شركات رائدة على مستوى العالم ،وهذه الشركات ترغب في الدخول للسوق العراقية، ومن خلال دخولها ستعمل بالتأكيد على نقل خبراتها العالمية للشباب العراقي والسوق العراقية ،ونقل المعرفة في المشاريع وغيرها”.
وتابع: “نعمل في المملكة مع الأشقاء في العراق ومن خلال مظلة مجلس التنسيق السعودي العراقي لزيادة آفاق التعاون المشترك في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والإعلامية وغيرها إلى آفاق أرحب وأوسع بما يحقق تطلعات البلدين والشعبين الشقيقين”.
ولفت إلى أنه “خلال الأربع سنوات الماضية حقق عمل المجلس خطوات كبيرة ،وما زلنا في بداية الطريق ،ومستقبلا سنشهد العديد من التطورات الإيجابية التي تعود بالنفع على الأخوة والأشقاء في العراق العزيز”.
وأشار إلى أن “القطاع الخاص في بلدينا الشقيقين يتطلع للمزيد من الاستثمارات المشتركة والطموح حيث إن العديد منها طور التجهيز الآن في العديد من المجالات أبرزها الطاقة والكهرباء والنفط والغاز وغيرها من المشاريع التي من المتوقع أن تنعكس إيجابياً على الاقتصاد العراقي والمواطن العراقي من خلال توفيرعدد كبير من فرص العمل المباشرة وغير المباشرة”.
وأردف بالقول، “كما تم أيضاً التوقيع بين البلدين على إنشاء صوامع الغلال في محافظة الديوانية، واتفاقية تشييد مستشفى الصقلاوية بسعة 50 سريراً ،وتأهيل المستشفى العام”.
وتابع: “خلال العام الحالي 2021، حضر وفد كبير من رجال الأعمال في المملكة ،قرابة 50 رجل أعمال، لدراسة فرصة الاستثمار في العراق واللقاء مع نظرائهم من رجال الأعمال العراقيين ،وبحث فرص الاستثمار المتاحة ،وأيضاً خلال زيارة رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، للمملكة التقى برجال الأعمال السعوديين”.
وبين، أنه “تم مؤخراً افتتاح الملحقية التجارية في بغداد ،وبدأت أعمالها ،كما تم افتتاح منفذ جديدة عرعر بعد انقطاع طويل، وأيضاً تم الترخيص لفتح مصرف عراقي (TPI) في المملكة ،وهذه خطوة مهمة في مجال تسهيل الاستثمارات البينية، إضافة إلى انشاء مجلس أعمال سعودي – عراقي وانعقاد أول اجتماعاته في بغداد”.
وأكد الشمري، أن “كل هذه المنجزات تعتبر تهيئة للأرضية المناسبة لبدء الاستثمارات بين البلدين ،وفق الأسس والقواعد التي تتيح للمستثمرين البدء بالخطى القانونية والصحيحة”.
وحول المجلس التنسيقي العراقي – السعودي، أوضح السفير، أن “المجلس يعد من أبرز المجالس التنسيقية في المنطقة حيث توليه قيادة البلدين اهتماماً بالغاً لما له من دور فعال في تعزيز العلاقات الثنائية إلى آفاق أرحب في كافة المجالات الثقافية والتعليمية والتنموية والاقتصادية واللوجستية وغيرها”.
إعادة إعمار العراق
وقال السفير الشمري، إنه “في مؤتمر إعادة إعمار العراق الذي استضافته الكويت في العام 2018، أعلنت المملكة العربية السعودية عن تخصيص مليار دولار لمشروعات إعادة الإعمار في العراق، و500 مليون دولار لدعم الصادرات السعودية إلى العراق”.
وأضاف أنه “تم تشكيل مجلس الأعمال السعودي العراقي وعقد أول اجتماعاته في بغداد، والتواصل مستمر بين قطاع الأعمال في البلدين لبحث سبل التعاون”.
ولفت إلى أنه “تم مؤخراً التوقيع على اتفاقية للتعاون في مجال التخطيط التنموي للتنويع الاقتصادي وتنمية القطاع الخاص وبانتظار المصادقة عليها من الجانبين”.
وتابع: “كما تم مؤخراً التوقيع على مذكرة تفاهم للتعاون في قطاعي الصناعة والثروة المعدنية، وأيضا مذكرة تفاهم إطارية بين الصندوق السعودي للتنمية ووزارة المالية العراقية بشأن مشروع إنشاء صوامع الغلال ومشروع مستشفى الصقلاوية، وأيضا اتفاقية حماية وتشجيع الاستثمار، واتفاقية تمويل الصادرات السعودية ،واتفاقية تعاون بين الهيئة السعودية للمقاولين واتحاد المقاولين العراقيين لإعادة إعمار العراق”.
التعاون في مجال الطاقة
السفير السعودي، أكد أن “المملكة تعمل مع العراق ضمن إطار منظمة أوبك، ومجموعة أوبك+ لدعم استقرار أسواق البترول العالمية، وبالتالي دعم اقتصاد البلدين والدول المنتجة والمستهلكة، كما تعمل وزارة الطاقة في المملكة العربية السعودية، مع وزارة النفط في جمهورية العراق، على تقييم مجموعة من الفرص الاستثمارية في مجال البترول والغاز”.
وأضاف أن “مشروعات تطوير حقول الغاز الطبيعي تأتي في مقدمة مجالات التعاون، حيث يعمل الفريقان حاليا على دراسة جدوى تطوير أحد حقول الغاز العراقية من خلال شراكة دولية”.
وتابع أنه “على الرغم من أن الدراسة لا تزال في مراحلها الأولية إلا أن الفرق الفنية من الجانبين تعمل بشكل دؤوب لبلورة هذا الطموح، بما يحقق المنفعة الاقتصادية للجانبين ويدعم جهود المملكة الدائمة لتحقيق الاستقرار في جمهورية العراق الشقيق على جميع الصعد”.
وأكد أن “المملكة العربية السعودية حريصة على تعزيز التعاون في مجال الكهرباء، مع الجانب العراقي الشقيق، ويأتي في مقدمة هذا التعاون في مشروع الربط الكهربائي المباشر بين البلدين الشقيقين، حيث يعمل المختصون من الجانب السعودي، مع نظرائهم في الجانب العراقي، بشكل مستمر، لإنجاز هذا المشروع الطموح، ليسهم مستقبلا في تعزيز الشبكة الكهربائية الوطنية في العراق الشقيق، وتخفيف المعاناة على الأشقاء في العراق، بزيادة قدرات الطاقة الكهربائية المتاحة للشبكة العراقية، وتوفير فرص التبادل التجاري للطاقة الكهربائية”.
وأردف بالقول: “إضافة إلى أهمية هذا المشروع كنقطة انطلاق للربط الكهربائي الإقليمي والدولي للجانبين، وقد تم الانتهاء من الدراسة التفصيلية لجدوى الربط الكهربائي بين البلدين، التي قام بها بيت خبرة عالمي متخصص، بمشاركة متخصصين من الجانبين، وبتمويل كامل من الجانب السعودي”.
وأوضح أن “نتائج الدراسة أظهرت جدوى الربط، وأوصت بأفضل الخيارات من الناحية الفنية والاقتصادية والبيئية”، لافتاً إلى أن “الجانبين يعملان الآن على استكمال الإجراءات النظامية الداخلية في البلدين، ليتسنى البدء في إجراءات تنفيذ المشروع وفقا لتوصيات الدراسة”.
وفي مجال الطاقة المتجددة، أكد السفير السعودي، أن “المملكة تدعم الجمهورية العراقية الشقيقة لتحقيق مستهدفاتها في تطوير قطاع الطاقة المتجددة ،وذلك من خلال مشاركة خبراتها وتجاربها الناجحة في تطوير مشروعات الطاقة المتجددة، بالإضافة إلى حث الشركات السعودية للمشاركة – لما لديها من خبرات في هذا المجال في مشروعات الطاقة المتجددة في العراق”.
الربط السككي
بخصوص الربط السككي بين العراق والسعودية، أوضح الشمري، أن “الموقع الاستراتيجي للمملكة وجمهورية العراق الذي يتيح خطوطاً أسهل للتجارة البرية الإقليمية والعالمية، يشجع كلا البلدين على دراسة هذه الرؤى الاقتصادية”، معرباً عن أمله في أن “يتحقق كل ما فيه خير للبلدين والشعبين الشقيقين”.
وحول مشروع الاستثمار في المناطق الصحراوية العراقية وأسباب تأخر العمل فيه، بين السفير السعودي، أن “المشروع كفكرة لا يزال قائماً، وسبق أن تم اختيار موقع وتبين لاحقا بان هذا الموقع لا يتمتع بمياه جوفية كافية تلبي حاجة استثمار زراعي بحجم شركة سالك العالمية”.
وتابع: “نرجو أن يستفيد السوق الزراعية العراقية من دخول هذه الشركة التي من شأنها رفع الأمن الغذائي في العراق ونقل التقنية وتطوير القطاع الزراعي والحيواني العراقي بشكل عام”.
هدية المملكة
وحول العمل بهدية المملكة لبناء ملعب في بغداد وتأخر الشروع به وإنجازه حتى اللحظة، أكد الشمري، أن “المشروع لا يزال قائماً ،وهناك حرص كبير من المسؤولين في كلا البلدين للمضي في هذا المشروع”.
وأوضح أنه “حتى الآن لم يتم اختيار قطعة أرض مناسبة للبدء في مشروع كبير بهذا الحجم الذي يحتاج إلى مواصفات فنية خاصة ومساحة قطعة أرض كبيرة قابلة للتوسع مستقبلاً”.
وأكد أنه “يتم العمل بشكل وثيق مع الجانب العراقي لإتمام المتطلبات الخاصة بالمشروع “.
التعاون الثقافي بين العراق والسعودية
السفير الشمري، قال خلال المقابلة: “سنرى قريباً تعاوناً ثقافياً أوسع بين البلدين، ومنح العراق ضيف شرف في معرض الرياض الدولي للكتاب هو خطوة أولى في تعاون ثقافي أوسع قادم”.
وأضاف أن “البلدين وقعا عدة اتفاقيات في هذا المجال واهمها مذكرة تعاون بين دار الملك عبد العزيز ودار الكتب والوثائق الوطنية ومذكرة التفاهم للتعاون بين شبكة الاعلام العراقي وهيئة الإذاعة والتلفزيون في المملكة”.
الدعم السعودي للعراق في المجال الصحي
وفي هذا الشأن، قال السفير السعودي: إن “المملكة تبرعت بإعادة تهيئة مستشفى ابن الخطيب الذي تعرض لحادث حريق مؤسف، وتم أيضا الإعلان عن تكفل المملكة باستقبال الحالات الحرجة الناجمة عن هذا الحادث”.
وأضاف: “كما أن وزارة الصحة في المملكة وفي وقت سابق تبرعت بمجموعة من المعونات الطبية وتم تسليمها للجانب العراقي من خلال مركز الملك سلمان للإغاثة، كما تبرعت المملكة في وقت سابق بإعادة تجهيز مستشفى سرطان الأطفال في البصرة”.
وتابع: “أيضا تم في وقت سابق، توقيع البلدين على اتفاقية تشييد مستشفى الصقلاوية بسعة 50 سريراً وتأهيل المستشفى العام”.
وختم بالقول: إن “المملكة أيضا منفتحة على كل ما يطلبه الأشقاء في العراق من نقل خبرتها الطويلة في المجال الصحي والبحثي”