الصمت المخيف
كتب أمين السكافي … أحيانا تصمت لأنه ليس لديك ما تقوله وأحيانا تصمت لأنه لديك الكثير لتقوله ولكن لم يحن أوانه بعد وأحيانا تصمت لأنك تترك الكلام للميدان وهذا هو ما يحصل مع الأمين العام لحزب الله السيد نصرالله فبجولة سريعة على الإعلام الصهيوني ترى وتسمع منهم عن ماذا سيقول نصرالله وماذا سيفعل وحديثهم المتكرر عن التحكم والسيطرة التي يتحلى بهما حزب الله .
لو كانوا يثقون في حكومتهم لكانوا نسوا وجود حزب الله وخصوصا بعد أعلان المؤسسة السياسية والعسكرية عن إستهدافها منذ الإثنين الماضي 23/9 لأكثر من ألفي هدف وهذا رقم كبير لو صح فهي إستهدفت حتى من يحمل سكينا في لبنان أو ربما عصى يهش بها على غنمه!
المشكلة في الكيان تضخيمه للكذبة بحيث يستحيل تصديقها وكأنها إستحضرت أحد أفلام هوليوود الحربية ووزعتها على وسائل الإعلام كأنها مهمات قامت بها مع بعض التعديلات.
التحكم والسيطرة هما أكثر الكلمات تداولا في الإعلام الإسرائيلي وتاليا في الإعلام العربي ما المقصود منهم عزيزي القارىء إذا كانت إسرائيل أصابت أكثر من ألفي هدف فالمفترض أن حزب الله إنسحق ولم يعد قادرا على إدارة المعركة وفي نفس الوقت خسر الجزء الأكبر من ترسانته العسكرية وعشرات الالاف من مقاتليه وفقد التواصل مع بقية القطعات الموجودة هنا أو هناك .
وإن كان كما يحدثنا دانيال هاغاري فإن من تبقى من مقاومين يسرحون الآن في الأودية والجبال ولسان حالهم أن من يشفع لنا عند نتنياهو كما حصل في أحد أو كما حصل عام ٦٧ حيث فقدت القيادة المصرية التواصل والسيطرة والتحكم على عشرات الالاف من جنودها في سيناء ولكن (المفاجأة) وهي ليست بمفاجئة لمن يتابع حزب الله منذ نشأته وتطوره وبلوغه سن الكمال في كل المجالات الدفاعية والهجومية والصاروخية والمسيرات والأحب إلى قلبه المواجهة البرية مع قطعات الجيش المهزوم سلفا.
يا أيها الغبي ويا أيها الأحمق ويا من تشبه أنت ومن معك كل شيء إلا الحكومات و رؤسائها أنظر إلى إعلامك وأنظر إلى محلليك على القنوات التلفزيونية أو بالجرائد الإلكترونية ماذا يقولون أنهم يعترفون لحزب الله أنه أستوعب الضربة الكبرى يوم الإثنين الماضي وأخذ بالرد وفق ما تقتضيه المصلحة بمعنى أنه ينتقي الأهداف التي يريدها لا التي تريدها أنت وأن التواصل بين القيادة وبين رجال الله على أرض الجنوب مستمر وأن التحكم والسيطرة موجود من الكوادر على جميع القطعات المقاتله على الأرض وهي تعمل بمجموعها وكأنها ماكينة عملاقة ولكل دور يؤديه .
تماسك المقاومة ونجاحها بالرد على أغلب الأهداف وبصليات متتابعة من الصواريخ بدأ بصاروخ فادي ولتنتقل لقادر وبعدها صاروخ فلق لتصل بعدها إلى الأسماء العربيه للصبيه كلهم وعلى أهداف محددة داخل الأرض المحتلة أربك القيادة الإسرائيلية والإعلام الإسرائيلي والشارع الإسرائيلي وخاصة صمت نصرالله فهو يثير فيهم القلق والتوتر فكلام الأمين العام قد يؤخذ منه بعض العبارات إلى أين وكيف ومتى تتجه هذه المعركة أما صمته فيتركهم في حيرة من أمرهم .