المستقل.. شعار أم خيار؟

 كتب حسين الذكر: ضعف الزخم الصوري والعرض الهستيري المعتاد لحمى التنافس الانتخابي في الشوارع والمدن والواجهات… قد يوحي بمؤشر جديد عن الانتخابات النيابية العراقية التي تفصلنا عنها أيام .. تحمل اتجاهها تباينا شاسعا في الطموحات والاهداف.. البعض ربما لم يعد يثق بشيء جراء الاحباطات المتكررة والمشاهد الصورية المستنسخة شوهت رغبته حتى في تجديد البيانات والادلاء بالصوت.

في حين آخرون ما زالوا يصرون على أهمية الحضور الفاعل والتأني بالاختيار ومن ثم المحافظة على سلمية تبادل السلطة كأهم منجز بمعزل عن مراحل
التقييم.
مع ندرة ما يعرض حتى الان في الشوارع من صور وواجهات تنافسية معهودة الا ان كلمة مستقل المرافقة لاغلب البوسترات حتى الان اثارت الانتباه بما توحي اليه هذه المفردة في بيئة سياسية واجتماعية مهما اختلفنا بتسمياتها الا انها ما زالت تدور في فلك الثلاثي «شيعي كردي سني».. وقد تكرست هذه النظرة في الأعماق لدرجة غدا الاستقلال الحقيقي عن ربقة هذه الثلاثية عصي التصديق في الأقل بعالم سياسي مرجعي إقليمي دولي بحت.

ذاك لا يعني ان الاستقلال عصي، لكن عملية الانفراد وخوض المنازلة بقدرات فردية مهما كان الاعتماد عشائريا او وجاهيا او ثقافيا.. وغير ذلك من تصنيفات فرضتها الضرورة، الا ان نسب تحديها للهيمنة والسلطة المطلقة لذلك الثلاثي تكاد تكون هامشية لا تمثل شيئا على الخريطة النيابية.

مركزية الدولة الديمقراطية أولا … والامن والسلم الأهلي ثانيا.. والخدمات العامة ثالثا.. بين هذه الأهداف العظمى وتلك الثلاثية المسيطرة تكاد تكون الكثير من الشعارات والاهداف المعلنة منذ عقدين من دون ان يتحقق منها شيء على صعيد يلمسه المواطن.. مما يجعل الامال معقودة بضرورة ان يكون الزخم الجماهيري المشارك بالانتخابات يحظى بوعي تام يساعده على عملية الاختيار ثم الابصام وإعطاء الصوت المقدس لا من اجل مطالب شخصية انانية مقزمة من قبيل «تعيين او سلفة او وعد مساعدة او نزعة عصبية او ميل طائفي او قومي… وغير ذاك من امراض لا تتسق مع عهد الديمقراطية ولا يمكن لها ان تنتج انتخابات حرة نزيهة بنتائج يعول عليها».

فليكن العراق أولا شعارنا.. والحرية والأمان والسلام والاستقرار والرقي والتحضر ثانيا.. هدفنا المركزي الذي لا نحيد عنه أبدا .. والله ولي التوفيق..

 

زر الذهاب إلى الأعلى