انصفوهم إنهم متقاعدون
كتب علي الخفاجي: كثيرون ممن كتبوا عن هذا الموضوع ولمرات عديدة، كتبنا عن شريحة مهمة في المجتمع العراقي ألا وهم شريحة المتقاعدين، نسعى في كل مرة أن نثمن حقهم وأن نبرز مشكلاتهم الكبيرة، لأنهم بحق يستحقون الكثير من المراعاة والاهتمام لما قدموه طيلة فترة سنواتهم الوظيفية.
وكما نعتقد أن هذا الموضوع يجبرنا على التأكيد عليه بمقالات كثيرة، لأنه سيشملنا جميعاً عاجلاً أم آجلاً، وبكل مرة نحاول أن نجد حلولاً للجهات المسؤولة، لعلَّ وعسى أن تحسن تلك الحلول والمقترحات من أحوال الشريحة الكبيرة في المجتمع.
غالباً ما تسعى الحكومات إلى تقديم ماهو أفضل لمواطنيها من جميع النواحي، فهي إذا ما سعت إلى ضمان حياة كريمة، فلها أن تفخر بمثل هكذا منجز، وبالتالي سيزيد من الأواصر والروابط بين الحكومة والشعب.
دائماً ما نركز على إيجابيات المرحلة التي نعيشها إذا ما استحقت الإشادة، ونحاول أن نبرزها ونسعى للتأكيد عليها إذا ما أدت مؤداها الساعية للمنفعة العامة، وفي الوقت ذاته نشخص السلبيات، والتي هي بطبيعة الحال نتيجة تراكم السنوات السابقة والتخبطات القديمة، والتي تحتاج إلى ثورة إصلاح حقيقية.
وإذا ما أشرنا إلى إيجابيات الوقت الراهن، فلا بد من الإشارة إلى قانون التقاعد الضمان الاجتماعي، الذي صوت عليه مجلس النواب العراقي في الــ 17 أيار من هذه السنة، والذي يعتبر طفرة نوعية للقوانين، التي شرعت وانعطافة كبيرة نحو تعزيز العجلة الاقتصادية وحماية شريحة المتقاعدين من العمال في القطاع الخاص، وبالتالي أن مثل هكذا قوانين ستعزز الأواصر والروابط بين الحكومة والشعب، باعتبار أن شريحة المتقاعدين ولسنوات خلت يعدون من المنسيين، وتعتبر حقوقهم غائبة.
الفجوة التقاعدية المالية إن صحت تسميتها التي كان يعيشها المتقاعد، باتت تؤرق المتقاعدين، فالفرق الشاسع بين الحد الأدنى والحد الأعلى يكاد يكون كبيراً جداً حتى وإن قامت الحكومة بزيادة طفيفة على رواتب الحد الأدنى، لكن لم تفِ بالغرض لأنه وبطبيعة الحال أكثر المتقاعدين يعيشون حياة صحية غير مستقرة، فبالتالي الزيادة على مرتباتهم لا تجدي نفعاً بسبب زيادة الأسعار بصورة عامة والعلاج بصورة خاصة.
الحلول وإن ساهمت وبشكل بسيط لحل شيء من معاناتهم، لكنها وفي ظل الغلاء المعيشي الذي نعيشه تقى حلول ترقيعية، إذن فلنتفق أن المشكلة بنيوية، وتحتاج إلى حلول واقعية، فمتى ما استطعنا أن نسيطر على السوق وعدم تلاعب ضعاف النفوس على أسعاره نكون قد أوجدنا حلاً واقعياً، ومتى ما سيطرنا على جشع بعض الأطباء الذين أمسوا ينهشون بأجساد مرضاهم بأسعار كشفياتهم الخيالية وعلاجهم باهظ الثمن، هنا نكون قد أوجدنا حلاً واقعياً، وتشجيعاً منا وتثميناً لخطوات الحكومة الساعية لإنجاح برنامجها الحكومي نعتقد بوجود حل، بالإضافة إلى ما تم ذكره سابقاً بأنه بالإمكان بناء مستشفيات خاصة في بغداد على غرار مدينة الطب، تعنى بالمرضى المتقاعدين، تكون مؤهلة بكوادر مختصة لرعايتهم وبأسعار مدعومة.