أخر الأخبار

تعديل قانون الأحوال الشخصية في مواجهة المشروع الصهيو-أمريكي

كتب الشيخ حسين الطائي: منذ آلاف السنين واجه الأنبياء والأوصياء _ وهم بصدد إقامة القسط بين الناس من خلال تحكيم شرع الله في الأرض _…. معارضة شديدة من قبل المؤسسة الحاكمة.. فرجال هذه المؤسسة أبتدعوا وادخلوا في الدين ما ليس منه…وكلما بعث الله نبياً ليقوم بتصحيح المسار يجابه بالرفض مع الاستخفاف به وشن حملة اتهامات، وقد يصل مستوى الرفض والعناد إلى قتل ذلك النبي أو الوصي… وكان آخر أنبياء بني إسرائيل هو عيسى عليه السلام…. فلم تنفع كل معاجز روح الله عيسى مع أؤلئك المتعصبين… وبنفس الطريقة قامت تلك الثلة الضالة بمحاربة نبي الإسلام صلوات الله عليه وآله….

 

واليوم لم يختلف عن الأمس فهم يكتفون ببعض أدواتهم الرخيصة لمشاغلة ومنع كل من يريد صيانة وتخليص الدستور الإسلامي من البدع، التي تم زرعها في جسد وكيان الأمة الإسلامية… فإذا فشلت أدواتهم المحلية وذيولهم في مواجهة عزيمة المؤمنين، ينتقلون إلى مرحلة الضغط المباشر عبر أداة ما يسمى بالمجتمع الدولي المتمثل بمجلس الأمن وصندوق النقد وجمعية الأمم.. التي لم تنتصف للشعوب المستضعفة في يوم ما إلا إذا ما أرغمت أنوفها إرادة الشعوب الحرة…

إن إجبار الناس على العمل بقانون الأحوال الشخصية المخالف للشرع الإسلامي، يلبسه الصهاينة ثوب التمدن والتحضر والحداثة والمواكبة لتطورات العصر ووووو ..

بينما من يريد العمل بشرع الله سبحانه وتعالى ويسير على نهج الأنبياء في الإيمان والعمل بالكتاب كله وترك طريقة المنافقين في العمل ببعض الكتاب والكفر ببعضه الآخر… يطلقون عليه (رجعي) (غير متحضر) (غير متفاعل مع متطلبات العصر) (متشدد) (أصولي) (ريدكالي) وووو …

اليوم أراد الشيعة _ وهم الأكثرية _ تقنين المادة /41/ من الدستور والاستفادة منها لتعديل بعض فقرات قانون الأحوال الشخصية بما يتوافق مع مذهب أهل البيت عليهم السلام… بالنسبة لمن يختار التعامل وفق المذهب الشريف في أحواله الشخصية…

مع الالتفات إلى أن تلك المادة الدستورية وضعت لضمان الحقوق الشخصية للأقليات؟!!

فخرج علينا من داخل البرلمان وخارجه رجال ونساء وهم يشهرون سيوف ألسنتهم، ويهاجمون مقترح تعديل قانون الأحوال الشخصية…

ولم نسمع من هؤلاء إلا عبارة واحدة كانوا يبررون بها انتفاضتهم وصراخهم وهي كيف تزوجون القاصرات!!!!!؟!

والبعض من هنا وهناك ومن دون أن يسمع أو يراجع أو يسأل راح يسيء للطرف الآخر بشتى الألفاظ التي لم نسمع واحدة منها عندما نادى البعض بتشريع قانون المثلية ؟!!!

وكلامي غير موجه إلى أبناء الديانات أو الشرائع أو المذاهب الأخرى بل أوجه كلامي إلى ذلك النفر الذي يدعي أنه شيعي ويريد تحكيم قانون يتعارض مع مذهب أهل البيت عليهم السلام… فهذا هو ما أثار رغبتي بالتنبيه وإلفات النظر….

فأقول لهؤلاء : إن من أبرز وأهم ما يميز المؤمنين من أتباع أهل البيت عن المنافقين الذين يدعون الانتماء، ولكن ألسنتهم وأقلامهم وكل طاقاتهم مسخرة لخدمة الطاغوت…. هو طاعة وملازمة علماء المذهب الشريف وعدم التقدم عليهم ولا التأخر عنهم…

فكل فقهاء مذهب أهل البيت يحررون في بداية كتبهم الفقهية ورسائلهم العملية مسألة في غاية الأهمية..ولها أبعاد شتى سياسياً واجتماعياً واقتصادياً.. وهي: (يجب على كل مكلف لم يبلغ رتبة الاجتهاد أن يكون في [سائر أفعاله وتروكاته] أما مجتهداً أو مقلداً).

وهذه المسألة تجعل الشيعة الإمامية المتصدين للعمل السياسي والعاملين في مختلف مؤسسات الدولة على المحك..

كما تجعل جميع الإخوة والأخوات من اتباع أهل البيت (عليهم السلام) في اختبار وامتحان مباشر وعملي، في كل أفعالهم وتروكاتهم…

فليس العجب من اعتراض الصهاينة على الزواج الثاني، ومنعه ووصفه بالخيانة وتسميتهم الزنا والسفاح بزواج المعاشرة وتشريعه…

لكن الغريب هو متابعة بعض من الشيعة لتلك التوصيفات الخطرة…

فعندما نسمع أحدهم يصف البنت _البالغة بحسب الشرع الحنيف_ بأنها قاصرة فهذا يعني عدم اعترافه بالتحديد الشرعي ؟!!

وعندما يصف الزواج الثاني بأنه خيانة فهو لا يعترف بالقرآن الذي يصرح بإباحة ذلك…

وعندما يشترط إذن الزوجة في الزواج الثاني هو يقوم بابتداع شرط من عنده…

وهكذا عندما يعترض على فترة الحضانة…

فهؤلاء هم أهل الرأي المخترع الذي يجتهدون بمشاورة عقولهم فقط ويعملون بما يستحسنونه ولا يرجعون إلى ما أنزل الله والرسول… وقد وردت ذموم كثيرة عن أهل البيت عليهم السلام بحق هؤلاء…

بينما الاجتهاد الذي امتدحه القرآن الكريم وحث عليه أئمة أهل البيت هو ما كان بعد النظر في ما جاء في الكتاب والسنة المطهرة…

﴿وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ ۖ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَىٰ أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ ۗ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا﴾ [ النساء: 83]

وقد نزلت آيات كثيرة تنهى وتحذر من الحكم بغير ما أنزل الله…

إِنَّا أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ ۚ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هَادُوا وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِن كِتَابِ اللَّهِ وَكَانُوا عَلَيْهِ شُهَدَاءَ ۚ فَلَا تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْنِ وَلَا تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا ۚ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ (44)

وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَآ أَنَّ ٱلنَّفْسَ بِٱلنَّفْسِ وَٱلْعَيْنَ بِٱلْعَيْنِ وَٱلْأَنفَ بِٱلْأَنفِ وَٱلْأُذُنَ بِٱلْأُذُنِ وَٱلسِّنَّ بِٱلسِّنِّ وَٱلْجُرُوحَ قِصَاصٌ ۚ فَمَن تَصَدَّقَ بِهِۦ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَّهُۥ ۚ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ فَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلظَّٰلِمُونَ

وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ الْإِنجِيلِ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فِيهِ ۚ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (47)

وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ ۖ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ ۖ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ ۚ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا ۚ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَٰكِن لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ ۖ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ ۚ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ (48)

وَأَنِ احْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَن يَفْتِنُوكَ عَن بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ ۖ فَإِن تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَن يُصِيبَهُم بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ ۗ وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ (49)

أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ ۚ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ (50)

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَىٰ أَوْلِيَاءَ ۘ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (51)

وآيات تنفي صفة الإيمان عن كل من يريد أن يكون له رأي في قبال ما يقول الله والرسول أو يكون متحرجاً في قبول ذلك أو غير مسلم تسليماً مطلقاً بما قضى الله ورسوله..

فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا (65)

وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ ۗ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا (36)

زر الذهاب إلى الأعلى