عادة أمازيغية يتوارثها أبناء بلد عربي لدعم الفقراء والأغنياء

تنتشر في شهر رمضان الكثير من المبادرات الخيرية في معظم الدول الإسلامية، لمساعدة الفقراء والمحتاجين. 

 

وفرضت جائحة كورونا المزيد من تراجع الأوضاع الاقتصادية حول العالم، ما جعل الكثير من الشرائح الفقيرة في أمس الحاجة لمساعدات مادية وعينية.

 

 

وحافظت القبائل الأمازيغية في الجزائر على الكثير من العادات والتقاليد القادمة من عمق التاريخ، ومن بين هذه العادات ما يعرف بـ”النفقة” أو ما يطلق عليه الجزائريون “ثيمشرط”.

 

وهذه النفقة تمثل عملية تكافلية توزيع فيها لحوم الخراف أو الماشية في يوم محدد مسبقا بالتساوي بين أهل القرية.

 

 

 

كما أن جوهر العملية يقوم على أن يتحمل أغنياء القبيلة أو القرية أسعار الخراف أو الأبقار أو المساهمة بها، وتعد في حصص متساوية وتعطى للفقراء أولا، حيث تصل الحصص إلى جميع أهالي القرية أو القبيلة، دون أن يشعر الفقراء بقصدهم في عملية الصدقة أو النفقة.

 

رغم أن العادة تقام في معظم المناسبات الدينية، إلا أنه في رمضان تكون لها خصوصية لما تحمله من تضامن وتكافل في الصيام.

 

وقال أسامة وابري، باحث جزائري، إن ما يعرف بـ “ثيمشرط”  أو “ثوزيعث” هي عادة جزائرية بامتياز تقام في معظم المناسبات الدينية.

 

وفي شهر رمضان يكون لها خصوصية كبيرة، حيث تعد من عمليات التكافل الاجتماعي، وهو الشهر الذي يقبل فيه الأغلبية على الأعمال الخيرية والمبادرات التي تقدم المساعدات للفقراء.

 

تنتشر الفكرة بشكل أكبر في الأرياف خاصة في منطقة القبائل (تيزي وزو – بجاية – بومرداس – بويرة – وبرج بوعريريج).

وبحسب الباحث الجزائري يقوم أهل القرية من الميسورين ماديا بشراء المواشي ويتم ذبحها وتوزيعها بين أهالي القرية بالتساوي.

 

يعود أصل هذه العادة إلى ما قبل الإسلام بحسب ما نقل عن الأجيال السابقة، إلا أنه لا توجد مصادر تؤكد المعلومة بشكل قاطع، إذ يعتبرها البعض فرصة لمساندة الفقراء والمحتاجين خلال الشهر، حيث تتزايد بشكل ملحوظ، خاصة في ظل الظروف التي فرضتها جائحة كورونا.

 

في الإطار ذاته قالت الكاتبة الجزئرية سمية دويفي، إن الأمازيغ في مناطق القبائل يقومون بالاجتماع في كل قرية أو “دشرة”، وينظمون لعملية جمع أموال لشراء “الأغنام”، أو “أبقار” لذبحها وتوزيعها.

 

وبحسب حديث دويفي لـ “سبوتنيك” يساهم الجميع في العملية، ومن ثم يخصصون يوما يذبحون فيه ما اشتروه، أو ما ساهموا به من أغنامهم في “ربوة واسعة” أي ساحة، في الهواء الطلق، ويقسمون لحومها في حصص كثيرة بالتساوي.

وعند الانتهاء من عملية التوزيع بحصص متساوية، تمنح للفقراء أو أصحاب الدخل المحدود أولا، حيث لا تصل الحصص إلى جميع منازل القرية.

 

وتشير سمية إلى أن من بين أسماء العملية هي “لوزيعة” وهي مشتقة من عملية التوزيع المتساوية، لرفع الحرج عن الفقراء والتضامن معهم، ومشاركتهم عملية توزيع اللحوم مثلهم مثل الأغنياء في القرية، وهي أهداف العملية التي تساوي بين الجميع في الحصول على الحصة، فيما يتحمل الأغنياء تكلفة الشراء.

وتصل المساعدات للفقراء لكنها بطريقة أقل إحراجا، حيث تبدو عملية طبيعية وحق لهم مثل كل أهل القرية، ورغم قدم العادة إلا أنها تمارس حتى الآن بنفس الآلية على نطاق واسع.

 

وتشير مريم دولمي، كاتبة جزائرية، إلى أن “الوزيعة” أو كما يطلق عليها بالأمازيغية “ثيمشرط” أو “النفقة”، من العادات والتقاليد التي توارثها سكان منطقة القبائل منذ سنوات طويلة.

 

تشير في حديثها لـ “سبوتنيك” إلى أن عدد الماشية أو ” الخراف” تصل إلى نحو 20 رأسا، وتزيد حسب عدد سكان القرية.

وتقام العادة في معظم الأحيان، يوم الجمعة، حيث توزع اللحوم عقب الانتهاء من الصلاة بحضور أهل القرية.

 

المصدر: سبوتنيك

 

ر. س

زر الذهاب إلى الأعلى