علماء يغيرون حياة مريضة اكتئاب شديد بواسطة غرسة داخل الجمجمة

 

أنقذ فريق من العلماء، حياة مريضة اكتئاب شديد بواسطة غرسة داخل الجمجمة، وذلك بعد محاولات طويلة للعلاج منذ طفولتها.

 

حيث حقق فريق من العلماء من جامعة كاليفورنيا تغيرًا كبيرًا في حياة المريضة سارة، البالغة من العمر 36 عامًا، بواسطة زرع غرسة داخل الجمجمة.

 

يذكر أنها عانت من اضطراب اكتئابي شديد منذ الطفولة، حيث كانت حالة سارة الاكتئابية صعبة، ولم تستجب لأقوى الأدوية ولا للعلاج  بالصدمات الكهربائية.

 

وعالج العلماء الاكتئاب الذي تعاني منه سارة بطريقة جديدة، تعتمد على التحفيز العميق للدماغ، وذلك باستخدام غرسة داخل الجمجمة.

وبعد العمل الجراحي، قد لاحظ العلماء تغير في سلوكيات المريضة، واحتفاء أعراض اكتئاب المريضة الموضوعة تحت المراقبة لمدة عام كامل، وفقًا للعلماء في مجلة “ناتشر ميديسن”.

وبيّن العلماء أنهم كانوا يحاولون استخدام التحفيز العميق للدماغ مع التفريغ الكهربائي لعلاج الاكتئاب لأكثر من 10 سنوات.

لكن هذا لم يعط النتائج المرجوة بداية الأمر. فاقترح خبراء في جامعة كاليفورنيا أن سبب عدم الكفاءة هذا يعود لعاملين، هما استمرار زرع الغرسات في الدماغ لمدة طويلة، واقتصار الغرسات أيضًا على منطقة واحدة من الدماغ.

ولكن في دراسة جديدة، قرر العلماء تحفيز مناطق مختلفة من الدماغ بصدمات قصيرة وفقط عند الضرورة.

وفي خريف 2020، بين الخبراء من خلال دراستهم، أنهم قاموا بإدخال 10 أقطاب كهربائية في مناطق رئيسية من النظام الفرعي العاطفي لدماغ سارة، ولمدة 10 أيام حيث أن مهمة هذه الأقطاب الكهربائية هي قراءة أنماط النشاط العصبي، ليتمكن العلماء من تتبع مشاعر المريض.

وبحسب المصادر بمجرد أن سقطت سارة في حالة اكتئاب، تم تحديد الرسم البياني للنشاط الكهربائي في دماغ سارة، والذي يدل على تعرضها لحالة الاكتئاب.

وقامت عندها الأقطاب الكهربائية المزروعة بإرسال صدمات كهربائية لتصحيح الخلفية العاطفية للمرأة.

أما عن عمل الغرسة

وقام العلماء بداية بضبط الغرسات والمواقع المحددة لها بالضبط ضمن الدماغ، وبعد ذلك قاموا بزراعتها تحت جمجمة سارة. وبذلك عندما تستشعر الغرسة “نمطا” اكتئابيًا للنشاط العصبي، فإنها تستجيب بدفعة محفزة تدوم ست ثوانٍ فقط، وبالتحديد في المنطقة المرغوبة من الدماغ وليس على كامله. وفي حالة سارة وجدوا أن هذه الغرسات تطلق ما يصل إلى 300 نبضة في اليوم، أي بما مجموعه على امتداد اليوم حوالي النصف ساعة.

وكانت سارة قد سجلت قبل الزرع 36 ​​من 45 نقطة على مقياس تصنيف مونتغمري -أسبرج للاكتئاب (مادرس)، وبعد 12 يومًا فقط من الجراحة، انخفضت النتيجة إلى 14، وبعد بضعة أشهر، سجلت المرأة 10 نقاط فقط في الاختبار. ويعتبر هذا هو مستوى الحالة العقلية الطبيعية. ووفقًا لسارة، فإن الاكتئاب انحسر فجأة لدرجة كبيرة، واختفت الأفكار الانتحارية تمامًا بعد أسبوعين.

وتتمتع سارة الآن بخلفية عاطفية مستقرة وتعيش حياة طبيعية، وهي لا تشعر بوجود الغرسة أو البطارية المرفقة بها داخل الجمجمة. من الجدير بالذكر أن البطارية ستستمر بالعمل لمدة 10 سنوات تقريبًا، وبعد ذلك ستحتاج إلى استبدالها بعملية جديدة. ويخطط العلماء حالياً لاختبار طريقتهم على 12 مشاركًا إضافيًا، حيث ستستمر التجربة حتى عام 2035، مبينين بذلك أن الاستخدام الواسع النطاق لهذه التقنية الجديدة ما زال يحتاج للمزيد من الاختبارات، حتى تتبلور نتائجه.

زر الذهاب إلى الأعلى