النحل.. ما سر السلوك العدائي للدفاع عن بيوته!
النحل هي حشرة تنتمي لرتبة غشائيات الأجنحة، ووظيفتها إنتاج العسل وشمعه والتلقيح، وتنتشر في جميع قارات العالم عدا القطب الجنوبي.
وأكثر مايثير الفضول اتجاه النحل هو سلوكها العدائي الدفاعي ضد الحيوانات المفترسة أو البشر التساؤلات، وخاصة عند ظهور سرب متحفز للدفاع عن بيوته ضد أي معتد باستخدام سلاح اللسع.
وأجمع الباحثون في تفسير سلوك النحل على وجود فيرمون الإنذار.
وشرح موقع “سكاي نيوز عربي” في مقال له، أن الفيرمونات هي مركبات ذات رائحة تتكون من جزيئات عضوية معقدة، تستعمل لنقل الإشارة من كائن لآخر، بحيث يستطيع الكائن المستهدف استكشافها بكميات ضئيلة جدا وهي محمولة بالهواء، وتهدف لجذب الحيوانات لبعضها، أو للتنبيه من خطر محدق.
ويشير العلماء أن احتمال اللسع لدى كل نحلة غير ثابت، حيث يظهر على الأقل مستويين لتركيز الفيرومون، واحدة لبدء اللسع والأخرى لوقفه، وتؤثر العوامل البيئية مثل معدل وتنوع الحيوانات المفترسة على تطور التواصل بين النحل أثناء سلوكه الدفاعي.
حيث أنه عندما يهاجم مستعمرة العسل حيوان مفترس، أو يصدر إزعاج من إنسان اقترب من الخلية، يقوم النحل بشن هجوم منسق للدفاع عن المستعمرة وإخافة المعتدي.
يعد وجود فيرومون الإنذار الحافز المهم بالنسبة لهم حتى يبدأ المطاردة ولسع الدخيل، وفي حالة وقوع هجوم، يخرج الفيرمون إما بشكل نشط بواسطة نحل الحراسة، أو تلقائيا عند اللسع.
ويقول علماء الأحياء: “الفيرمون لا يحمل معلومات فقط حول وجود مهاجم، لكن أيضا عن مدى الهجوم المضاد الذي تشنه المستعمرة. فكلما لسع النحل الدخيل، أُطلق فيرومون الإنذار مع كل لسعة، وارتفع تركيزه”.
واكتشف العلماء أن النحل يتخذ القرار النهائي للدغ لصالح المستعمرة وربما الموت باستخدام تركيزات مختلفة من الفيرمونات.
حتى أن العدوانية تجاه الجسم المهاجم، والتي تقاس على أنها احتمال اللسع، تزداد في البداية مع تركيز فيرمونات الإنذار حتى تصل إلى ذروتها، وعند التركيزات العالية تنخفض العدوانية مرة أخرى إلى مستوى منخفض.
كما فسر العلماء ذلك لرغبة هذه الحشرة في تجنب الإفراط في اللدغ والتضحية غير الضرورية، خاصة عندما يكون المهاجم محكوما عليه بالهزيمة.
وبحسب الخبراء فإنه في مجتمعات الحشرات الاجتماعية، سواء كانت نحل العسل أو الأنواع الاجتماعية الأخرى مثل النمل، غالبا ما يُنسق الأفراد أفعالهم لصالح المستعمرة وبقائها على قيد الحياة.
ولذلك، فإن عمليات الانتقاء التطورية في هذه الحشرات تؤثر على المجموعة وليس على المستوى الفردي، فمثلا الملكة هي المسؤولة عن التكاثر، لذلك يموت النحل لإنقاذ الملكة واستمرار المستمرة.
ويبيّن هذا أن مستعمرة النحل تعمل “ككائن خارق” واحد، لذلك لا يمكن فهم سلوكيات الأفراد المنتمين لها، إلا من خلال النتيجة الجماعية التي يساهمون فيها.
ر. س