كتب أثير ناظم الجاسور: صوت الأمم المتحدة
«إن الأمم المتحدة لم يتم انشاؤها لقيادة البشرية إلى الجنة، بل لحمايتها من الجحيم» «داغ همرشولد» الأمين العام الأسبق للأمم المتحدة.
في كل الاروقة الثقافية والاجتماعية والسياسية وحتى التجمعات البعيدة عن الاهتمامات السياسية يقرون بان لا دور لهذه المنظمة، التي تعكس في كل قرار تتخذه إرادة القوى الكبرى تحديداً الولايات المتحدة الاميركية، فقضية السلم والامن الدوليين واغاثة الشعوب وخلاصها من نير احتلال او سلطة ظالمة، كلها باتت حجج القوى الكبرى في سبيل تنفيذ مشاريعها التي بالضرورة بحاجة إلى حجج لغرض التدخل.
وهذا أصبح من بدهيات عمل هذه الدول التي تستغل كل صغيرة وكبيرة في هذا النظام المتغير، نعم وكقاعدة في السياسة ان الثابت الوحيد هو المتغير وهذا المتغير لا بد لمنظمة عالمية بحجم الأمم المتحدة ان تلعب على التكيف معه وان تتناغم مع معطياته وفق معايير منطقية بالدرجة الأساس.
وان تعمل بجدية عالية على حسم الخلافات والاختلافات، لكن الواقع يحدثنا بغير ذلك فالمنظمة العالمية لا تعد اكثر من محفل يجتمع فيه الأعضاء للنقاش وابداء الرأي. فالجمعية العامة والوكالات المتخصصة بالضرورة ان يكون لهم الدور في تامين الرعاية والحماية وتقديم المساعدات.
بالتالي راح الفكر او الراي المخالف لعمل المنظمة يتساءل حول ما الفائدة المرجوة من عمل المنظمة العالمية؟، خصوصاً وهي لا تقدم الخدمات والحماية الكافية للشعوب
والأمم.
جملة من القرارات التي تم اتخاذها ففي بداية القرن الحادي والعشرين وفي القرن السابق بعد ان تحول مجلس الامن لأداة بيد القوى الخمس الدائمة العضوية، وهذا لا يعني انه كان مستقلاً في العمل والاختصاصات اغلبها كانت غير منطقية في كيفية التعامل مع الاحداث الجارية.
فما من قرارات تتخذ إلا ولهذه الدول المصلحة في تحقيق أهدافها، سواء في مستويات العمل الاقتصادي والعقوبات التي تفرض على هذا الشعب او ذاك، او المقاطعة السياسية لعزلة هذا البلد او ذاك في سبيل استحصال كل ما تطمح اليه هذه الدول او القرارات، التي تؤيد العدوان والتدخلات العسكرية هنا وهناك دون الاكتراث لمصائر الشعوب واحتياجاتهم.
فقضية فلسطين والانتهاكات الإسرائيلية إلى جانب الحرب على أفغانستان والعراق واليمن وسوريا وليبيا والحصار على ايران وتركيا الخ… كلها موجهة إلى الشعوب، سواء الدمار الذي تخلفه الحروب او العقوبات الاقتصادية التي تنهك الفرد وبالمجمل تدعمها قرارات الأمم المتحدة ومجلس امنها، بالتالي نجد ان المتضرر الوحيد الشعوب اما الحكومات التي من المفترض ان تتوجه لها العقوبات تزداد قوة ونفوذا.
ان صوت الأمم المتحدة لا يُسمع إلا من خلال التحريض او الضغط على استحصال قرار يجيز لدولة ما ان تتحرك صوب نقطة معينة من العالم لتحقيق مصلحة ما وهدف مرجو.
بالمقابل لا بد من ان تعمل هذه المنظمة على تثبيت الاستقرار والامن العالميين، بالرغم من ان العقبات التي تواجهها كبيرة سواء الضغوطات التي تتعرض لها من قبل الدول دائمة العضوية او من خلال الأعباء المالية.
التي تواجه مهامها، بالتالي فان المنظمة الدولية وكل من ينادي بإصلاحها لا بد من ان يضع الخطوات الحقيقية لإصلاحها وعدم الاكتفاء بالتنديد والشجب، بالتالي يبقى عالقاً في اذهان الشعوب المنكسرة. ان المنظمة العالمية لا تملك إلا الصوت الذي لا يجدي وهما في امس الحاجة للخلاص.
لتصلك آخر الأخبار تابعنا على قناتنا على تلغرام: العراق أولاً
لمتابعتنا على فيسبوك يرجى الضغط على الرابط التالي: “العراق أولاً“