المرجع اليعقوبي يربط بين زمانين..ويحذر من خطورة هيمنة هذه الفئة على الأمة.
حذر المرجع الديني الشيخ محمد اليعقوبي، اليوم الاحد، من خطورة تسلط غير المؤهلين لقيادة الامة على رقاب الناس، فيما اشار الى إن تبريرات الفئة المتخاذلة والمتقاعسة عن أداء واجباتها تكون أخطر حينما تُغلّف بدعوة دينية.
وقال في خطابه السنوي، امام جموع المشيعين لنعش السيدة الشهيدة فاطمة الزهراء (ع)، في النجف الاشرف، وحضره مراسل “النعيم نيوز”، ان “أي فتنة أعظم من تصدي غير المؤهلين لقيادة الأمة والتسلط على رقاب الناس في ذلك الزمان وفي كل زمان سواء بالخداع والمكر أو بالانقلابات العسكرية أو عبر الانتخابات المزورة أو باستخدام المال السياسي المسروق من قوت الشعب فينتشر الفساد والانحلال وتسرق ثروات الشعب وتهدر كرامته وتسفك الدماء المحرّمة وتشيع الفوضى ويختل النظام والأمن وتضيع العدالة الاجتماعية ويؤول أمر البلاد الى الخراب”.
واضاف، إن “هذه الفئة المتخاذلة والمتقاعسة عن أداء واجباتها هي نفسها التي كانت تواجه أمير المؤمنين (عليه السلام) عندما كان يستنهضهم لجهاد الباغين بالأعذار الواهية من الحر والبرد ففضحهم أمير المؤمنين (عليه السلام) وكشف عن حقيقة نفاقهم بقوله (فَإِذَا أَمَرْتُكُمْ بِالسَّيْرِ إِلَيْهِمْ فِي أَيَّامِ الْحَرِّ قُلْتُمْ هَذِه حَمَارَّةُ الْقَيْظِ أَمْهِلْنَا يُسَبَّخْ عَنَّا الْحَرُّ وإِذَا أَمَرْتُكُمْ بِالسَّيْرِ إِلَيْهِمْ فِي الشِّتَاءِ قُلْتُمْ هَذِه صَبَارَّةُ الْقُرِّ أَمْهِلْنَا يَنْسَلِخْ عَنَّا الْبَرْدُ كُلُّ هَذَا فِرَاراً مِنَ الْحَرِّ والْقُرِّ فَإِذَا كُنْتُمْ مِنَ الْحَرِّ والْقُرِّ تَفِرُّونَ فَأَنْتُمْ واللَّه مِنَ السَّيْفِ أَفَرُّ)”.
واشار الى إن “فتنة هذه التبريرات تكون أخطر حينما تُغلّف بدعوة دينية كما في دعوى هؤلاء المنافقين الذين ذكرتهم الآية فأنهم يريدون التفريق بين الرسول والرسالة فيعصون الرسول ويزعمون أن ذلك من حرصهم على الالتزام بالرسالة كادعائهم الخوف من الفتنة عن الدين أو دعوى أصحاب السقيفة خوفهم على الناس من الارتداد ومن تمزق المجتمع، وكأنهم أعلم من رسول الله (صلى الله عليه وآله) فيما ينبغي فعله ويتهمونه في عدم إرادة صلاحهم، أو أنهم أعلم من الله تعالى بمصالح العباد وأحرص منه سبحانه على الدين وأحكامه قال الله تعالى مستنكراً ذلك منهم (قُلْ أَتُعَلِّمُونَ اللَّهَ بِدِينِكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ)”.
ولفت الى ان ” الله تعالى يذكرهم بأن نواياهم الحقيقية لا تخفى على الله تعالى وانه سبحانه يميز بين الحقائق والادعاءات (وَاللَّهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ) (البقرة:220)، وتختم الآية بذكر العاقبة فتقول (وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكافِرِينَ) فهم محاطون بالنار من جميع الجهات ولا يستطيعون التخلص منها”.
ونوه الى ان “التعبير باسم الفاعل (لمحيطة) الذي يدل على فعلية الاتصاف يعني انهم الآن واقعون حقيقةً في نار جهنم التي أججّوها بمعاصيهم الا انهم لغفلتهم لا يشعرون بها ككثير من الحقائق التي هم غافلون عنها (لَّقَدْ كُنتَ فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ) (ق:22)”.
وتابع. انه “يمكن أن يكون معناها إن الكافرين صائرون حقيقة إلى هذه النتيجة فالتعبير باسم الفاعل يفيد الوقوع الأكيد لهذه النتيجة الآن أو في المستقبل، أو إن إحاطتها بهم بلحاظ الأسباب والمقدمات أي انهم الآن محاطون بأسباب الوقوع في جهنم وهي الذنوب (بَلَى مَن كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ) (البقرة:81)، وقد أحاطت بهم ذنوبهم على مستوى النيات والأفعال”.
وبين، إن “هذه الحالة التي تحذّر منها الآية الكريمة لا تختص بواجب الجهاد بل سائر المسؤوليات الشرعية حيث تجد الذين في إيمانهم نقص وفي قلوبهم شك يقدمون أعذاراً واهية لا تخفى على من يستمع إليها وربما سوّقوها بعناوين دينية وقد يكون صاحبها ممن له اطلاع على الفقه فيغلفها بمصطلحات دينية لتمريرها لكن أعذارهم ونواياهم الحقيقة لا تخفى على الواعي الفطن، أعاذنا الله تعالى وإياكم من الفتنة”.