علماء يتوصلون لكشف ’خلايا سرطانية’ بدقائق بدلاً من ساعات
وصل أطباء بريطانيون إلى طريقة جديدة للكشف عن الخلايا السرطانية في المريء لا تستغرق أكثر من 10 دقائق، وتجنب المرضى الإجراءات غير المريحة للفحص عن السرطان والتي كانت تستغرق ساعة أو أكثر عادة، فيما يقول أطباء إنه الابتكار الأول من نوعه في العالم.
صحيفة The Times البريطانية أوضحت في تقريرها، الأربعاء 17 مارس/آذار 2021، أن “هذا الاكتشاف يأتي بعدما اعتمد مستشفى “يونيفرستي كولدج لندن” في بريطانيا “الإسفنج الخلوي” للمرضى الذين يعانون حالة تسمى “مريء باريت”، حيث تنمو الخلايا المبطنة للمريء على نحو غير طبيعي”.
معاناة المرضى للكشف عن سرطان المريء
بحسب الصحيفة البريطانية فإن هؤلاء المرضى هم أكثر عرضة للإصابة بسرطان المريء، لذلك يحتاجون إلى فحص منتظم.
تقليدياً، كان هذا الفحص يعني تنظير المعدة، وهو نوع من التنظير الداخلي، حيث يتم استخدام أنبوب رفيع ومرن مزيد بضوء وكاميرا في أحد طرفيه للنظر داخل المريء وأخذ خزعة.
تعليقاً على ذلك، يقول ماسيمو سيرزو، وهو رجل يبلغ من العمر 61 عاماً، ويعمل بقطاع البناء في مقاطعة هيرتفوردشاير ويعاني الإصابة بمريء باريت: “التنظير الداخلي ليس تجربة ممتعة لأي أحد، فالرذاذ المخدر غير مريح على أي نحو وبعد ذلك كان المريض يستلقي في حالة شبه المستيقظ لمراقبة نزول المسبار والكاميرا، فيما يسري مفعول التخدير”.
كما أضاف أن “المريض كان يحتاج إلى أحد أفراد الأسرة لمرافقته بسبب التخدير. أما طريقة الاسفنج الخلوي، فهي أسهل بكثير، ولا يعاني المريض أي مشكلة في ابتلاع الحبة”.
كيف يتم الفحص الجديد؟
يأتي الإسفنج الخلوي في حجم كبسولة صغيرة مكونة من عدة فيتامينات. ويبتلع المرضى الكبسولة التي تُعطى لهم على شكل حبة مربوطة بخيط.
يمسك المريض بالخيط ويتناول الكبسولة، التي تذوب في نحو 7 دقائق، وتطلق الإسفنجة. ويمكن لمريض السرطان بعد ذلك سحب الخيط برفق لإزالة الإسفنجة، التي تجمع الخلايا من المريء عند خروجها.
إذ أضاف ماسيمو سيرزو: “إنه أمر غريب بعض الشيء عندما تنتظر والخيط في حلقك. ويستغرق ذوبان الكبسولة سبع دقائق فقط، وبعدها تُستعاد الإسفنجة. قد ترتبك قليلاً في النهاية، لكن هذا كل ما في الأمر. وفي غضون 15 دقيقة تنتهي”.
أضاف أنه بعد ذلك يمكنني أخذ القطار مرة أخرى بنفسي وقيادة سيارتي إلى المنزل في الطرف الآخر من المدينة، وكل ذلك أكثر ملاءمة من الاستعانة بأحد أفراد الأسرة إلى وسط لندن والانتظار حتى يزول أثر التخدير”.
تجربة جديدة بدأ استعمالها في المستشفيات
تقول مجموعة مستشفيات يونفرسيتي كوليدج لندن، وهي مركز متخصص للمرضى الذين يعانون مريء باريت، إنه المستشفى الأول في العالم الذي يتبنى التقنية الجديدة كعلاج قياسي خارج التجارب السريرية.
لجأ المستشفى إلى هذا التغيير بعد أن جعلت إجراءات مكافحة فيروس كورونا التنظيرَ الداخلي التقليدي، المصنف على أنه إجراء لتوليد الهباء الجوي، أشد صعوبة.
يشير الدكتور ريحان حيدري، استشاري أمراض الجهاز الهضمي، إلى أن “خبراء أمراض الجهاز الهضمي والوقاية من العدوى في جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس تعاونوا لإتاحة فحص الاسفنج الخلوي في أسرع وقت ممكن، بدلاً من التنظير الداخلي. وقد استخدمناه بالفعل لتعيين الإصابة بمرض السرطان لدى المرضى الذين يتلقون الآن العلاج الذين يحتاجون إليه”.
في العام الماضي، أجرى سيرزو فحصاً بالاسفنج الخلوي، واكتشف إشارات محتملة إلى تحول خلاياه إلى خلايا سرطانية، ومن المقرر الآن أن يتلقى العلاج. ويقول: “أدرك أنني محظوظ جداً، إذ لو لم يكن الكشف عن هذه الإشارات قد جرى مبكراً، كان من الممكن أن يزداد الأمر سوءاً. لذا، فأنا أشعر بالاطمئنان وكذلك عائلتي”.
المصدر:عربي بوست