سؤال مقاطعة الانتخابات

كتب  عامر حسن فياض: في عالمنا المعاصر ماعادت الانتخابات خياراً بين مجموعة خيارات، بل أصبحت الخيار الوحيد لمن يريد ان يمارس السياسة الحقة.

أن من يعرف انه سيفشل في الانتخابات يقدم تبريرات لا تخدم سوى خصوم الديمقراطية الذين بعضهم لاتروق لهم سوى الفوضى.

 

ولبعضهم الآخر اعجاب بالانقلابات أيضا وبعضهم الثالث يقتنص فرص مقاطعة الانتخابات، لتبني نهج الانتخابات والمراهنة على حصد نتائجها بالتزوير وبقوة المال والسلاح.

وهنا فان من يقاطع الانتخابات يبرر خسارته لها بحجة تركها ومثله مثل الخاسر بالمعركة يبرر خسارته بانه ترك الحرب وذهب! وفي السياسة فان الخاسر بالمشاركة في الانتخابات ليس كالخاسر بالمقاطعة لها لان مستقبل العراق يتوقف على ثلاثة مشاهد لا رابع لها هي مشهد الفوضى ومشهد الانقلابات ومشهد الانتخابات.

نعم لا نتوقع ان المشهد الاخير هو المشهد الوردي بقدر ما سيكون المشهد الأقل سوءاً من المشهدين الاول والثاني.

من سيكون المستفيد من مشهدي الفوضى والانقلابات؟ واضح ان الخاسر الاكبر هو من يريد ان يكون مواطناً عراقياً. والمستفيد هو من يريد ألا يكون مواطناً عراقياً، ومن لا يريد في العراق مواطنين، بل يريدهم اتباعا. او رعايا او زبانية عند الغير وعند الفاسدين وعند المحاصصين الطائفيين والعنصرين القوميين من داخل جلد العراق وخارجه.

نعم ان مخرجات الانتخابات ستكون هزيلة غير قادرة على تحقيق التقدم والتطور، لكنها على الاقل ستكون فرصة لإيقاف .كما أن التدهور نحو الفوضى ومناسبة لمنع العودة الى عسكرة السياسة، فالعراق لا يستحق ماضيه التسلطي المتعسكر ولا حاضره. الفوضوي الفاسد، بل يستحق مستقبلا افضل منهما، فالانتخابات هي أسوأ الحسنات لعراق قادم ومن دونها سنعيش أحسن السيئات!.

زر الذهاب إلى الأعلى