انتخابات في أجواء مستقرة
كتب كاظم الحسن : تتزامن الانتخابات التشريعية، التي تجري في العاشر من الشهر المقبل، مع الانفتاح العراقي الكبيرعلى المجتمع الدولي،عبر قمة بغداد التي عقدت آواخر الشهر الماضي، بحضور 9 دول وتمثيل دبلوماسي متباين ويترافق مع الانسحاب العسكري الاميركي نهاية العام الجاري.
وهذه الاحداث الكبرى ترسخ وتؤكد الاستقرار، الذي ينعم به العراق وهي حالة غير مسبوقة في تاريخه المعاصر، وهي نتيجة جهود ومواقف اعتمدها العراق في سياسيته الخارجية والداخلية التي اعتمدت الرؤية الواضحة والمستقلة، القائمة على الابتعاد عن سياسة المحاور، ذات الافق الضيق والنظر الى مصالحه العليا وجعل صندوق الانتخابات،هو الحكم في اختيار الساسة المؤهلين، لادارة الدولة عبر استحقاقهم الانتخابي وهذا هو الطريق الصحيح، الذي تعتمده الشعوب الحرة ونجحت به واثبتت فعاليته ونجاحه واصبح من الثوابت السياسية التي لا بديل لها. أعتقد أن ما يمر به العراق هو عبوره فترة النقاهة، التي مر بها بعد التحول من النظام الدكتاتوري الى النظام الديمقراطي وهي فترة صعبة ومؤلمة، تمر بها الشعوب وتحتاج الى وقت طويل، من اجل الوصول الى بر الامان والاستقرار والسلام.
ولأن الحرس القديم وبقايا النظام السابق وقوى خارجية، يحاولون، عرقلة التحولات الديمقراطية، ولذلك تكثر حرب الشائعات والتضليل الاعلامي على الوضع الجديد، نتيجة خسارة مكتسباتهم وهي طبيعية وتمثل الصراع بين الجديد والقديم .المهم في ذلك ان العراق عبر المرحلة او المخاض المؤلم وليس امامه سوى الديمقراطية.
ان السلام المستدام عبر الانتخابات هي الوسيلة الوحيدة، التي تسمح بتداول السلطة بين الجميع وتحفظ حقوق الشعب والمعارضة وتقيد نظام الحكم بآليات المراقبة والمساءلة عبر البرلمان والقضاء والصحافة والرأي العام. وقد يكون رأي رئيس الوزراء البريطاني تشرشل في فترة الحرب العالمية الثانية صحيحا، عبر مقولته عن النظام الديمقراطي: {هو أسوأ نظام في العالم لكن لا يوجد نظام افضل منه}، لأن هذا النظام ولد من رحم الحروب، ليمنع عودتها مرة اخرى. وكما قال فيلسوف المانيا {عمانوئيل كانت} : (ان البشرية ستهتدي ذات يوم الى السلام بعد ان جربت مآسي الحروب وويلاتها).
والعراق تاريخه الجمهوري يعج بالحروب والمصائب المتسلسلة وهي تشبه المسلسلات التركية 300 حلقة وبعدها ثلاثة اجزاء؟.
اما آن الآوان للعراقي أن يترجل عن صليبه ويعيش حياة كريمة، تليق بتاريخه وحضارته ويصبح نبراسا وقدوة للامم، كما كان في عهوده الزاهرة والوضاءة وينطلق الى الآفاق العالمية، ويأخذ دوره الرائد بعد الكبوات التي ألمت به وطرحته ارضا وابعدته عن دوره المنتظر في المنطقة، التي كان يتسيد فيها في
العهد الملكي.