مستشار الموارد المائية يستنكر أنباء الهجرة الفلاحية داعياً إياها بالـ “مبالغات”

أستنكرت وزارة الموارد المائية، اليوم الخميس، الأنباء الهجرة الفلاحية، داعية إياها بـ “المبالغة”، مشيرةً أنها اتخذت إجراءات لمواجهة شح المياه.

وأفاد مستشار الوزارة عوني ذياب خلال حوار أجراه معه الزميل سعدون ضمد، تابعه “العراق أولا” (16 كانون الأول 2021). إن “عمليات النزوح بسبب الجفاف تعدا أمراً مبالغاً به بعض الشيء، لا سيما وأننا اتخذنا إجراءً تكييفياً لمواجهة شح المياه. وربما نشهد ذلك في الأهوار وخاصة هور الحويزة حيث يقوم الأهالي بتربية الجواميس هناك”.

 

وأردف، “قلصنا مساحة الدعم المائي إلى النصف”. لافتاً إلى أن “تكرار حالات الجفاف يعد دليلاً لمن يشكك بالتغيرات المناخية”، موضحاً أن “الأمر ليس بالسهل وهناك تحديات كبيرة ولكن هناك إجراءات لمواجهة هذه التحديات.

 

وعن محافظة ديالى، أكد “اتخاذ القرارات المناسبة لتعزيز مياه الشرب وتعزيز البساتين عن طريق نقل المياه من دجلة إلى المحافظة، إضافة إلى حفر الآبار”.

 

وتابع ذياب أن “محافظة ديالى خرجت بنسبة 90% من أراضيها عن الخدمة الزراعية”. معرباً عن ” تفاؤله بالأمطار التي ستتساقط على المناطق الشرقية من البلاد”. مبينا أن “تأخر الامطار أحد الأسباب التي اضطرتنا إلى تقليص المساحة الزراعية”.

 

من جهته قال الخبير المائي عزام علوش، الأمس. إن “أكثر من 7 بليون متر مكعب تتبخر من منخفض الثرثار. وهو ما يعني أننا نفقد كميات كبيرة من المياه سنوياً. مشيرا إلى، “اعتماد العراق على تقنيات تعود للعهد السومري في الري”.

 

وتابع، وهي “أساليب يجب أن تتوقف فوراً، لأن الاعتماد على الري (السيح) كان اسلوباً مستخدماً في العراق بسبب الفيضانات المستمرة. أما الآن فإن آخر فيضان حقيقي حصل في العراق كان في الستينات. واذا استمر العراق بالطريقة السومرية الإروائية فسنخسر معظم أراضينا الزراعية. وكمرحلة أولى سنخسر نصف مساحاتنا المزروعة”.

 

واقترح علوش “قيام العراق بخزن حصصه من المياه لدى تركيا، واستخدامها لاحقاً وفق خطة متكاملة. وذلك لامتلاك تركيا طاقات تخزينية كبرى. ولأن مستوى التبخر في تركيا أقل بكثير من مستوياته في العراق. ما سيعني توفير كميات كبيرة من المياه التي تُهدر في التبخر”.

 

وفي شأن قيام إيران بقطع مياه الروافد التي تصب في العراق

قال علوش “حتى الآن ليس هناك دعوى قضائية واضحة من العراق ضد إيران، ما حصل هو أن الوزارة تقول أنها أكملت ملف الدعوى ضد إيران، لكنها لم ترسلها، وحتى في حال إرسالها، فلن تكون ذات قيمة عملية”.

وتابع علوش”ليس لدينا اتفاقات مع إيران، لكن ما تقوم به طهران ليس تصرفاً عدائياً، لأن إيران تعاني نفس مشاكلنا، ولديهم نسبة تبخر عالية وأساليب ري قديمة. وهدر كماهو الحال في العراق. وما يجري هناك أن إيران بحاجة فعلية لهذه المياه، وهي تعاني مشاكل حقيقية”.

 

وحول التحديات التي تواجه العراق داخلياً

قال علوش إن “5 ملايين متر مكعب من المجاري تُلقى يومياً في نهري دجلة والفرات. لأن الدولة عجزت حتى الآن عن بناء أي محطات للتعامل مع مياه المجاري. أما في المستقبل. فإن التقديرات تشر إلى ارتفاع متوقع لمستوى سطح البحر خلال العقود العشرة المقبلة. الأمر الذي سيعني أن تغمر مياه البحر مناطق واسعة من جنوب العراق. وهو ما يستدعي بناء سد على شط العرب –بالتعاون مع إيران- يمنع تدفق مياه البحر، على غرار سدود موجودة في عاصمة المملكة المتحدة لندن”.

وأشاد علوش أيضاً، “بمبادرة رئيس الجمهورية برهم صالح لإنعاش وادي الرافدين. والتي تمت الموافقة عليها من مجلس الوزراء”.

زر الذهاب إلى الأعلى