من 3 مراحل متعاقبة.. استراتيجية شاملة لمكافحة التطرف في البلاد
أعلنت اللجنة الوطنية لمكافحة التطرف، اليوم الأربعاء، عن استراتيجية شاملة للحد من التطرف العنيف المؤدي الى الإرهاب، مبينة أن الاستراتيجية تنفذ على ثلاث مراحل متعاقبة.
وقال رئيس اللجنة علي عبد الله البديري في مؤتمر صحفي عقد في بغداد، لشيوخ عشائر محافظات (بغداد – كركوك – ديالى – ذي قار – كربلاء ـ واسط -الأنبار)، وتابعه “العراق اولا”. إن “المؤتمر الذي تنظمه اللجنة الوطنية لمكافحة التطرف بالتعاون مع وزارة الداخلية والذي نطمح من خلاله لتأسيس منظومة متكاملة للتنسيق والتعاون بين مؤسسات الدولة وقادة المجتمع وغايتنا الأسمى هي تحقيق السلام وتماسك المجتمع وترسيخ مبدأ الوسطية والاعتدال ونبذ التطرف وتعزيز حصانة المجتمع تجاه الأفكار الدخيلة والغريبة على تاريخ بلدنا العزيز”.
وأضاف البديري، أن “المجتمع العراقي مجتمع أصيل وتمتد حضارته لمديات وثقافات عميقة ولم تكن ضمن تبنياته تاريخياً ترسيخ الغلو والتطرف أو ثقافة الإقصاء أو تبني خطاب الكراهية وإنما كانت سمة التعايش والسلام والتواصل والتقارب هي الصفحة الغالبة والسائدة”، مشيراً الى أن “العراقيين قدموا أمثلة رائعة في التعايش السلمي والمواطنة وقبول الآخر رغم الاستقطاب الطارئ الذي يتعرض له المجتمع في مرحلة حرجة وخطيرة خلال تواجد التنظيمات الإرهابية في بعض المدن العزيزة وسعي هذه التنظيمات إلى ترسيخ مفاهيم النزاع والمواجهة وخطاب الكراهية بين أبناء الوطن الواحد بل سعى تنظيم داعش المجرم إلى جعل العالم الى أطراف متنازعة وأقطاب متقاتلة عبر إشاعة مفهوم الولاية المطلقة على مقدرات مستقبل البشرية”.
وتابع، أنه “رغم هذه المحاولات المصحوبة بنهج الإرهابيين الدموي المقيت كان لصوت الخيرين المعتدلين من قادة المجتمع لاسيما المرجعيات الدينية الكريمة و البرامج الحكومية و المبادرات الشعبية و زعماء العشائر الأثر البالغ في إرساء منطق الوسطية والاعتدال والتسامح والتي أسهمت بشكل فعال بالعودة سريعا إلى مفاهيم السلام والرغبة في تحقيق الاستقرار مما أدى وانعكس بشكل جلي على استقرار المنطقة وعزز لمنهج التعايش بين مكونات البشرية جمعاء”.
أما على الصعيد المؤسساتي ،فأوضح البديري، أن “مستشارية الأمن القومي قدمت استراتيجية شاملة للحد من التطرف العنيف المؤدي الى الإرهاب وأقرت هذه الاستراتيجية في مجلس الأمن الوطني وأصبحت وثيقة ملزمة التنفيذ في جميع الرئاسات والوزارات والمحافظات وقد جعلنا لرؤية القيادات المجتمعية المساحة المهمة في التخطيط والتنسيق ولدينا عبر اللجنة الوطنية لمكافحة التطرف العنيف المؤدي إلى الإرهاب المتمثلة في جميع الوزارات والمحافظات والرئاسات إضافة إلى المنظمات الوطنية السائدة في المجتمع المدني بالخطوات المهمة في تطبيق هذه الاستراتيجية”.
ولفت، الى أن “هذه الاستراتيجية تهدف إلى إعداد بيئة تشجع على الوسطية والاعتدال ونبذ التطرف وخطاب الكراهية بمشاركة قطاعات الدولة بالكامل، التعليمية والقضاء والأوقاف والإعلام والهجرة والمهجرين و المؤسسات الأمنية وفق ثلاث مراحل متعاقبة أولها التحضير وإنشاء الهياكل التنظيمية والتدريب ورفع الوعي المجتمعي ومن ثم إقامة المشاريع القريبة من المجتمع و أخيرا مرحلة قياس الأثر حيث ستكون السنتان القادمتان الحصة الأهم من المشاريع والمبادرات موزعة بين القطاعات والمحافظات وبما يتجاوز 150 مشروعاً من المشاريع التوعوية والتواصل مع رجال الدين وزعماء العشائر والبنى التحتية والشباب والإعلام ومشروع قانون بمنع التطرف والمناهج التربوية والتعليمية التي تستهدف الفئات الهشة”.