الانتخابات ضرورة رغم مايقال عنها
كتب مانع الزاملي: الانتخاب، التصويت، الاقتراع، سموها ما شئتم، وهي عملية اختيار مرشح من عشرات المرشحين لكي يمثل الجمهور الذي يضع الثقة فيه لتلبية حاجيات ومتطلبات الحياة بشكل فردي أو مناطقي أو على مستوى الدولة.
والذي نحن بصدده هذه الفترة هو انتخاب مجالس المحافظات، بمعنى أن يكون لكل محافظة مجلس مصغر لمجلس النواب، واجبه سن القوانين والتشريعات، ويتم تقديمه للمحافظ الذي ينتخب أيضاً من خلال التصويت ليكون هو أعلى سلطة تنفيذية للمحافظة، وواجب المجلس إضافة للتشريع أن يراقب أداء السلطة التنفيذية في أداءها ومدى تطابق ممارساتها من حيث أداء واجباتها ونزاهة الأداء.
وهناك إشكالات يثيرها البعض ومردها لجهله في مسار التجربة الديمقراطية، فالبعض نشاهده يخرج على شاشات الفضائيات وعلى صفحات التواصل الاجتماعي ويطالب بإقصاء الأحزاب من الترشيح السياسي، وطبعاً هذا الطرح غير موضوعي وغير واقعي بسبب أن العراق بلد ديمقراطي اتحادي موحد، ولايمكن أن نفترض بلد ديمقراطي دون أحزاب متنافسة للحصول على هرم السلطة لقيادتها بمفردها أو تأتلف فيما بينها للقيادة.
فالمطالبة بإقصاء الأحزاب التي حصلت على شرعية وجودها طرح غير منطقي وغير متعقل! كيف نقصي عشرات الأحزاب وهي تمتلك جمهور كبير منتسب لها أو متعاطف مع مناهجها العقائدية أو السلوكي، أن أشجع وانتخب مرشح الحزب معناه أن أكلف هذا الحزب أن يحقق طموحاتي وأهدافي وحياتي الكريمة، فإن فشل هذا الحزب في تحقيق ذلك فهذا لايعني أن الديمقراطية منهج غير مجدي ويجب العدول عنه للديكتاتورية! لأن رفض الديمقراطية يعني قهراً القبول بحكم الشخص الواحد.
والتجربة العراقية بعد 2003 تجربة ديمقراطية أقرها الدستور، والشعب أعطى رأيه بقبوله في استفتاء عام، إذن علينا والحالة هذه أن نطلب من الأحزاب أن ترشح لنا الشخص الكفوء الحريص صاحب اليد النظيفة لننتخبه، بدلاً من أن نطالب بحذف الأحزاب التي اتباعها وكوادرها بالملايين! وإذا كانت تجارب السنوات الماضية لم تحقق كل طموحنا كشعب فهذا لايعني أن نرفض التجربة! علينا أن نعطي أصواتنا لمن نعتقد أنه الأصلح وهذا ما أكدته المرجعية مراراً وأكدت أنه رغم مافي الانتخابات من سلبيات لكنه لايجوز عدم المشاركة فيها.
لم يقل أحد أن الأحزاب لم تقصر كيف وقادتها من الخط الأول اعترفوا بالتقصير لأسباب ذكروها، وقسم منهم كان تقصيره لعدم كفاءة المرشحين الذين نالوا ثقة الجمهور، علينا أن نعزز التجربة لأن رفضها يقودنا لواقع أقل ما يقال عنه يأخذنا إلى المجهول.
كلنا نتأمل أن يحقق الفائزون نسبة عالية من النجاح لخدمة شعب قدم كل شيء للحفاظ على حكومته، وقدم دماء فلذات أكباده لصيانة البلاد من الأشرار، مع ذلك فالأفراد أو الأحزاب لهم الحرية التامة في عدم المشاركة وهذا حق، لكن منع الآخرين من المشاركة يصطدم بالدستور الذي لايجيز لأي جهة منع الانتخابات، لأنها حق دستوري للشعب، آملين أن نرى في تاريخ الانتخاب المعلن مشاركة واعية وفعالة، على أمل أن تتحقق طموحات أهلنا في حياة حرة كريمة بعون الله.