السوداني ينعش آمال بابل
كتب سلام مكي: لم تكن زيارة السيد رئيس مجلس الوزراء إلى محافظة بابل، روتينية أو عابرة، تأتي ضمن منهاج خاص وضعه الرئيس لدورته الوزارية الحالية، بل هي إنعاش لمريض يوشك على الهلاك! بابل التي كانت وما زالت تعيش في قاع الاهتمام الرسمي المحلي والمركزي! تشهد اليوم مرحلة حرجة وقلقة، بسبب واقعها الخدمي المأزوم!
بابل التي كانت إلى عهد قريب، مسرحاً للإرهاب، وميداناً للمفخخات والهاونات، لكنها اليوم، وبفضل رجال القوات الأمنية والحشد، تم استئصال الورم الذي كاد أن ينثر فايروساته في كامل أنحاء الوطن. كانت بابل تمني النفس بيوم خال من الدماء، رغم أن مركزها «الحلة» يتكون من بضعة شوارع وأحياء!.
اليوم، وبعد أن أشرقت شمس الطمأنينة، والأمن، وتحولت الشوارع التي تلوّنت ذات يوم بالأحمر، إلى حركة وضجيج وضحكات، نجدها اليوم تعاني من الخراب الذي يسبق البناء! الخراب الذي طال أمده واشتدت وطأته على الحليين، حتى ضاق الصبر، وتهاوى الأمل في نفوسهم! فالشوارع تعاني من الدمار، وكلما تقدمت خطوة نحو الأمام، تراجعت خطوات إلى الوراء، والسبب مرة يأتي عن طريق المجاري ومرة عن طريق الماء، والنتيجة هو شوارع مبعثرة..
وشارع 60 الرابط بين العاصمة ومحافظات الوسط والجنوب، رغم أهميته الاستراتيجية التي تقتضي الاهتمام الكبير به، إلا أنه ورغم مرور عدة أشهر، على بدء العمل بمشروع مجاري الحلة الكبير ومشروع توسعة الشارع، ما زال العمل يراوح مكانه، فكل شيء على حاله، دون تقدم يذكر.. حتى جاءت زيارة السيد السوداني المخصصة لمتابعة المشارع الحيوية للمدينة، ومنها مشروع مجاري الحلة الكبير والذي يمثل شارع 60 مركزاً ومحوراً له.
وبمجرد أن وطأت قدما الرئيس أرض المدينة، نفضت المؤسسات المعنية الغبار عن آلياتها وحرّكت أساطيل جهودها لإبراز صورة أخرى عن السائد، فتم خلال يوم واحد إنجاز عمل أشهر عدّة! فتم نصب آليات البلدية والشركة التركية المنفذة للمشروع! رغم أن الكل يؤكد عدم وجود عامل تركي واحد!
زيارة رئيس مجلس الوزراء، ألقت حجراً كبيراً في مياه المشروع الراكدة، وساهمت في دفع المؤسسات المعنية إلى بذل جهود أكبر في إنجاز هذا المشروع الحيوي، فهو لا يخص بابل وحدها، بل العراق بأكمله. كون الشارع يعد ممراً رئيساً يربط محافظات الوسط بالجنوب.
السوداني، أكد خلال مؤتمره الصحفي الذي ختم به زيارته للمدينة، على أهمية استكمال مشروع مجاري الحلة الكبير، وكذلك ذكر إحصائية بعدد المشاريع المتلكئة في بابل، والتي تركت بظلالها على مستوى الخدمات للمدينة وللمواطنين.. ما ننتظره والأهم من كل هذا، هو النتائج المرجوة من الزيارة، ومدى التزام الجهات المعنية بالتوجيهات التي صدرت عن السوداني، والتي من شأنها المساهمة بوضع خارطة طريق فعّالة وناجحة لمعالجة البطء الحاصل في حركة البناء والمشاريع، التي تتولاها الحكومة المحلية.
إن الرقابة المباشرة من هرم السلطة التنفيذية على المشاريع التي لها تماس مباشر بحياة المواطنين، أكثر فعالية وأهمية من تلك الرقابة التي تمارسها الجهات الرقابية، والتي تستغرق عدة أشهر وربما لسنوات دون الخروج بنتيجة ملموسة، أو معالجة مكامن الخلل، فرقابة رئيس مجلس الوزراء، تثمر على تصحيح الخطأ وإعطاء الدواء بعد تشخيص الداء، وعندما يتم الالتزام بمواعيد ذلك الدواء، يعني الشفاء التام!.
ولعل مشاريع فك الاختناقات المرورية في بغداد، أصدق مثالاً لما نقول، حيث إن الإشراف والمتابعة المباشرة من قبل رئيس مجلس الوزراء، والمتابعة الإعلامية اليومية لتلك المشاريع، أسهم وبشكل كبير، في إنجاز وافتتاح عدد منها قبل انتهاء الوقت المحدد لها، وهذا ما نرجوه في باقي المحافظات وخصوصاً بابل، حيث إن العين العليا على مشاريعها، يعني الإنجاز الأمثل وبالوقت المحدد.