الشباب في يومهم العالمي
كتب حسين علي الحمداني: الشباب ركيزة مهمة في عملية تقدم المجتمع، خاصة إذا ما أدركنا أن 57% من سكان الأرض هم بعمر الشباب، أي وفق تعريف الأمم المتحدة دون سن 30 سنة، وهذه النسبة قابلة للزيادة في السنوات القليلة القادمة، وهذا ما يؤكد أهمية هذه الشريحة في تقدم الدول خاصة إذا ما أدركنا أن الكثير من دول العالم، يقودها الشباب الآن، سواء في مجالات التكنولوجيا أو الاقتصاد، وتأثير ذلك على مجمل السياسة العامة.
لهذا جعلت الأمم المتحدة يوم 12 آب من كل عام يوم الشباب الدولي، الذي كما أشرنا يؤكد أهميتهم ودورهم الكبير في التنمية والتقدم في مختلف المجالات، ولو نظرنا لنسبة الشباب في عالمنا العربي سنجدها أكثر من 57% المشار إليها بحكم عوامل عديدة، أهمها النمو السكاني المتزايد في عموم الوطن العربي، مما يزيد نسبة من هم دون سن 30، أكثر من بقية دول العالم، وهذا يتطلب من الحكومات وضع الخطط والبرامج الكفيلة باحتواء طاقات هؤلاء الشباب، وتسخيرها في وجهتها الصحيحة.
وعندما ننظر إلى الكثير من دول العالم لا سيما الولايات المتحدة الأمريكية وبعض دول أوربا وفي مقدمتها ألمانيا، سنجد أن هذه الدول تستقطب الكثير من المهاجرين الشباب المتحصلين على الشهادات الجامعية في بلدانهم، وممن لم يجدوا فرصة عمل وفق مؤهلاتهم، تفتح لهم أبواب الهجرة وتقدم لهم كل التسهيلات، وهي تحقق بذلك عدة أهداف، أولها تجديد مجتمعاتها عبر ضخ قوة شابة متعلمة، وفي أمريكا مثلاً تقبل بحدود نصف مليون مهاجر من هذا التصنيف.
الجانب الثاني تسد الكثير من الثغرات في مؤسساتها التعليمية والإنتاجية بأقل تكلفة، الجانب الثالث تفريغ دول المنطقة العربية من العقول المتعلمة القادرة على تطوير بلدانها في مجالات عدة، سواء الطب أو التكنولوجيا أو الفضاء والهندسة وغيرها، وهنالك أمثلة كثيرة في عالمنا العربي تشهد على هذه الحالة.
من هنا نجد ونحن نناقش هذا الموضوع أن يتم احتواء الشباب العراقي وفق خطط مدروسة، خاصة وإننا في مرحلة إجراء التعداد السكاني، وسنجد نسبة الشباب العالية في المجتمع العراقي، والكثير من حملة الشهادات الذين كانوا يتمنون خدمة البلد وفق اختصاصاتهم، وبالمقابل سنجد الكثير من موظفي الدولة، خاصة في السنوات الأخيرة يعملون بوظائف بعيدة عن تخصصهم الدراسي، وهو يمثل هدراً كبيراً للطاقات.