أخر الأخبار

ريادة بغداد سياحياً

كتب إبراهيم سبتي: بعد أيام سندخل العام الجديد 2025، وهو عام اختيار بغداد عاصمة السياحة العربية، بناء على ما أعلنته المنظمة العربية للسياحة.

 

وهو الاختيار المهم لهذه المدينة العريقة، التي شقت عباب التاريخ منذ القدم، لتحتل مكانة مرموقة على مستوى المدن العربية الأخرى تاريخياً وحضاريا وتنموياً .. وبغداد تستحق الريادة السياحية، لأنها تضم بين دفتيها التاريخ وحكاياته وعلومه وشخصياته.

ويبدو أن هذا الاختيار تترتب عليه الكثير من الأمور التي يجب توافرها وفق المعايير الخاصة لشروط الاختيار، والتي تشمل الإدارة السياحية الناجحة والبنية التحتية والموارد السياحية وجميع الأنشطة السياحية المتنوعة، إضافة إلى الحفاظ على البيئة وضرورات والأمن والاستقرار السياحي.

الأمر الذي سيجعل من مدينة بغداد، قبلة للزائرين والسياح من مختلف الدول العربية وغير العربية، باعتبار أن التاريخ المتمثل بالمشاهدات العينية، سينعكس بالإيجاب في بلورة نظرية سياحية لمدينة بغداد، بعد عقود من الحروب والحصارات وعدم الاكتراث بأهميتها، التي عرفت بها بغداد من أخبار الكتب وبعض الزيارات من هنا وهناك.

إنها ستكون قفزة مهمة ستعطي لهذه المدينة عنواناً آخر في التطور والرقي بعيون عربية، لطالما اشتاقت لزيارة بغداد ومعرفة أسرار تاريخها، نأمل أن يسهم هذا الحدث البارز في تعزيز مكانة مدينة بغداد كوجهة سياحية متميزة على مستوى العالم العربي، مما يسهم في جذب الاستثمارات إليها وتنشيط القطاع السياحي بصورة منظورة، ينعكس إيجاباً على الاقتصاد المحلي لبغداد، والذي بالتالي فينعكس على العراق بأكمله.

إضافة إلى أنه سيعزز التبادل الثقافي والحضاري مع الدول العربية كافة، والتي تعرف أهمية بغداد منذ الأزل، وبالتأكيد إن تأهيل الأماكن والمواقع التاريخية والتراثية، سيكون حافزاً قوياً لتعزيز الواقع السياحي الذي سيمثل المدينة بالتأكيد.

إن اختيار بغداد عاصمة السياحة العربية لعام 2025، هو إنجاز لافت سيسهم في بلورة الاتجاهات الحضارية في بناء صروح عمرانية جديدة تضاف لما موجود أصلاً، فتنتعش السياحة وتزداد الزيارات من جميع الدول، بغداد مدينة ثرية بتاريخها وحضارتها ومليئة بالأماكن التي تستحق أن تكون مقصداً سياحياً، إضافة إلى وجود المراقد المقدسة التي يزورها الملايين سنوياً، فتشكل لوحة ملونة لتاريخ مدينة عريقة تستحق الاختيار كوجهة سياحية منافسة لغيرها من المدن وحاضرة لقصص وحكايات تمتد لقرون، ولا تنتهي لأنها أصبحت تراثاً إنسانياً، نبع من مدينة شيدت حضارة وتاريخ وإرث لا يندثر على طول الزمان.

إن بغداد تستحق إذن هذا الاختيار وستكون أيقونة سياحية مفاجئة للسائحين الذين سمعوا بها ولم يروها، فهي حاضرة في الكتب والمدارس والأنشطة في كل مراحل التعليم العربية، لأنها من الحواضر التي أسست لها شخصية معنوية لا تضاهى ولن تكون إلا متميزة دائماً، فمؤكد ستكون الفعاليات ممتعة ومؤثرة مما يعكس حالة الزهو التي تعيشها المدينة بفضل تاريخها التليد دائماً.

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى