أخر الأخبار

أمريكا وأوكرانيا وروسيا

كتب يعقوب يوسف جبر: برز الصراع بين روسيا وأوكرانيا ليحتل موقع الصدارة في أحداث العالم، فهو صراع مصالح ساخن، أسبابه متعددة خاصة في مجال الطاقة، إضافة إلى توجهات الولايات المتحدة الأمريكية في أوروبا الهادفة إلى المحافظة على هيمنتها السياسية على دول الاتحاد الأوروبي، فهذه الدول تمثل العمق الاستراتيجي لها الذي لا تفرط به.

 

لذلك كانت داعمة لأوكرانيا في الحرب مع روسيا، فقدمت الدعم الكبير لأوكرانيا في محاولة لهزيمة روسيا أو إضعافها، لكن بعد تسلم ترامب مقاليد رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية، سيعقد صفقة مع الرئيس الروسي بوتين، لإنهاء الحرب في أوكرانيا مقابل انسحاب روسيا من سوريا، وبالفعل انسحبت من سوريا وستحقق أهدافها في أوكرانيا، مثلما حققت الولايات الأمريكية المتحدة أهدافها في سوريا.

ومن نتائج ذلك أن أوكرانيا ستخسر الحرب وها هي أصبحت مدينة للولايات المتحدة الأمريكية، فلقد طالبتها بتسديد الدين المترتب بذمتها مبلغاً قدره خمسمئة ألف مليار دولار، بالتخلي عن نصف مواردها الاقتصادية.

إذاً إن هذه الحرب لعبة كان فيها زيلينسكي رئيس أوكرانيا، دمية لتنفيذ مآرب الولايات المتحدة الأمريكية، رغم أنه كان يتظاهر بكونه حريصاً على مصالح بلاده، لكنه كان في الواقع يخدم مصالح الولايات المتحدة الأمريكية.

من زاوية أخرى، فإن إدارة البيت الأبيض سواء في عهد بايدن أو في عهد ترامب، تدرك أن الحرب مع روسيا ستنتهي بهزيمة أوكرانيا، فلا يوجد تناسب بين روسيا وأوكرانيا من حيث الإمكانيات، خاصة في مجال السلاح لذلك فإن انتصار روسيا سيكون مؤكداً، ولا ننسى كيف تمت مقايضة سوريا بأوكرانيا، لكن كيف سيكون شكل أوكرانيا بعد نهاية الحرب فيها؟.

إن أقرب احتمال هو احتفاظ روسيا بالأراضي التي احتلها الجيش الروسي، ثم ضمها إلى سيادة روسيا، وبهذا تكون روسيا قد تمددت غرباً ونجحت في الحفاظ على نفوذها في أوروبا.

ويبدو أن الرئيس ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، سيتفقان على ضمان مصالح بلديهما بإنهاء الحرب، بعد أن أدركا أن استمرارها هو مجرد استنزاف وضرر كبير، من هنا تبرز لعبة وسياسة التوازنات بينهما.

إن الاتفاق الروسي الأمريكي المزمع عقده حتى لو كان اتفاقاً خلف الكواليس، لكنه سيسهم في بناء علاقات دولية جديدة ستنعكس بدورها على منطقة الشرق الأوسط وعلى العالم أجمع.

 

زر الذهاب إلى الأعلى