الأونروا تحذر من الحملة الإسرائيلية الخبيثة التي تستهدفها في قطاع غزة
حذر المفوض العام لوكالة الأونروا فيليب لازاريني، اليوم الخميس، من الحملة الإسرائيلية الخبيثة التي تستهدف الأونروا للقضاء على عملها في قطاع غزة.
وقال لازاريني في إحاطة لمجلس الأمن الدولي وتابعه “العراق اولا”. “إن الأونروا تواجه حملة لإبعادها عن الأرض الفلسطينية المحتلة، ففي غزة تسعى الحكومة الإسرائيلية إلى إنهاء أنشطة الوكالة، والأسوأ من ذلك استهداف منشآت الأونروا وموظفيها منذ بدء الحرب”، مبيناً أن المنشآت التي أخلتها الأونروا في غزة استخدمتها القوات الإسرائيلية لأغراض عسكرية، وأن “مقر الأونروا تم احتلاله عسكرياً”.
وأشار،إلى أن قوات الاحتلال قتلت 178 موظفاً لدى الأونروا في غزة منذ السابع من تشرين الأول الماضي، وأن موظفيها الذين احتجزتهم قوات الاحتلال تحدثوا عن شهادات مروعة لسوء المعاملة والتعذيب، مطالباً بإجراء تحقيق مستقل وضمان المساءلة عن التجاهل الصارخ لوضع الحماية المكفول بموجب القانون الدولي لعاملي الإغاثة وأنشطتها ومرافقها، وقال: “إن عدم فعل ذلك سيخلق سابقة خطيرة ويقوض العمل الإنساني حول العالم”.
وأضاف لازاريني، إن “المجاعة الوشيكة في غزة هي من صنع البشر.. في الشمال، بدأ الرضع والأطفال الصغار يموتون بسبب سوء التغذية والجفاف، وعبر الحدود ينتظر الغذاء والماء النظيف لكن الأونروا لا يسمح لها بتوصيل هذه المساعدات وإنقاذ الأرواح”.
بدوره، أوضح عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية زياد أبو عمرو أن الأونروا ليست مجرد مشروع إنساني، إنما هي شاهد تاريخي على التزام المجتمع الدولي تجاه اللاجئين الفلسطينيين الذين هجروا من ديارهم بسبب نكبة عام 1948، وبات دورها محوريا في حاضرهم وفي حياتهم اليومية، وهي بالنسبة للكثيرين شريان الحياة الوحيد الذي يساعدهم على العيش الكريم، وخاصة في ظل واقع خطير وقاس تتزايد فيه المخاوف والتوترات.
وشدد أبو عمرو، على أن حملات التضليل الإسرائيلية على الأونروا ليست جديدة، وأن أي بديل عنها لن يحظى بهذه المكانة ولا بثقة اللاجئين الفلسطينيين، داعيا المجتمع الدولي إلى الضغط على “إسرائيل” كي تتوقف فوراً عن عرقلة عمليات الأونروا، وإلى حل مشكلة اللاجئين الأكبر والأطول في التاريخ.
من جهته، لفت وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف، إلى أن الأونروا، وعلى مدى 75 عاماً، أثبتت أهميتها البالغة ودورها المحوري في دعم اللاجئين الفلسطينيين وفي التخفيف من وطأة تهجيرهم، مشيراً إلى أن المجموعة الدولية مطالبة اليوم بالرد بموقف جريء وشجاع لحماية وكالة الأونروا وتسهيل استمرارية أنشطتها الحيوية.
وقال عطاف، إن “الأونروا تتعرض لهجوم سافر واستهداف مشين من قبل الاحتلال الإسرائيلي الاستيطاني، وهذا الاستهداف جزء لا يتجزأ من المخطط الإسرائيلي الرامي لتصفية القضية الفلسطينية، وإفراغ المشروع الوطني الفلسطيني من محتواه، وهدم أركان ومقومات الدولة الفلسطينية”، معلناً تقديم بلاده مساهمة مالية استثنائية للأونروا قدرها 15 مليون دولار.