باكستان تتهم إيران بقصف منطقة حدودية
اتهمت باكستان إيران بتنفيذ عمليات قصف جوي، اليوم الأربعاء، على مناطق حدودية داخل أراضيها.
وذكرت وزارة الخارجية في باكستان، في بيان اطلع عليه “العراق اولا”. أن هذا القصف أدى إلى مقتل طفلين وإصابة 3 آخرين، وأنها استدعت كبير دبلوماسيي طهران في إسلام آباد للاحتجاج على هذا “الانتهاك غير المبرر للمجال الجوي” الباكستاني.
ولم تعلّق إيران رسمياً على هذه الأنباء. إلا أن وسائل إعلام إيرانية، نقلت ليل أمس الثلاثاءـ أن مقرّين تابعين لجماعة “جيش العدل” التي تصنّفها طهران “إرهابية”، وتتهمها بالعمل من قواعد في باكستان، تعرّضا لقصف “بالصواريخ والطائرات المسيّرة وتمّ تدميرهما”، من دون أن تذكر مصدر هذه الأنباء أو مصدر إطلاق الصواريخ.
وكان الحرس الثوري الإيراني أعلن ليل الإثنين، أنه استهدف “مقرات تجسس وتجمع الجماعات الإرهابية المناهضة لإيران في المنطقة”، مؤكداً تدمير “مقر لجهاز الموساد الصهيوني” في إقليم كردستان العراق وتجمعات لتنظيم داعش الإرهابي في سوريا.
وأتت هذه الضربات التي ندد بها العراق والولايات المتحدة وأطراف دولية أخرى، في سياق توتر متصاعد في الشرق الأوسط، ومخاوف من نزاع إقليمي شامل على خلفية الحرب في غزة بين “إسرائيل” وحركة حماس.
وكذلك، أتت بعد هجمات داخل إيران، أبرزها تفجيران انتحاريان في كرمان بجنوب البلاد مطلع يناير (كانون الثاني) الجاري، تبناهما تنظيم داعش الإرهابي وأديا إلى استشهاد نحو 90 شخصاً، وهجوم في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، أدى إلى استشهاد 11 شرطياً في راسك بمحافظة سيستان-بلوشستان (جنوب شرق) الحدودية مع باكستان وأفغانستان، تبناه “جيش العدل” وأدى إلى استشهاد 11 شرطياً.
ولم تذكر الخارجية الباكستانية مكان القصف الجوي الإيراني، لكن وسائل إعلام محلية أفادت، بأنه استهدف أماكن قريبة من بنجغور في محافظة بلوشستان بجنوب غرب باكستان، والتي تتشارك حدوداً بطول نحو ألف كيلومتر مع إيران.
وأكدت وزارة الخارجية الباكستانية، أن “هذا الانتهاك لسيادة باكستان غير مقبول بتاتاً وقد تكون له تداعيات خطرة”، مضيفة أن الضربة داخل الأراضي الباكستانية مساء الثلاثاء “أسفرت عن مقتل طفلين بريئين وجرح 3 فتيات”.
وأتى القصف في يوم التقى رئيس الوزراء الباكستاني أنور الحق كاكار، مع وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان على هامش المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس. كما أتى في يوم أفادت وسائل إعلام رسمية إيرانية عن إجراء بحريتي البلدين مناورات في مضيق هرمز ومياه الخليج.
وأضافت وزارة الخارجية الباكستانية، “ما يزيد من قلقنا هو أن هذا العمل المخالف للقانون حصل رغم وجود قنوات تواصل مختلفة بين باكستان وإيران”. ومضت تقول “لطالما أكدت باكستان أن الإرهاب تهديد مشترك لكل الدول في المنطقة ويتطلب تحركاً منسقاً”، معتبرة أن “هذه الأعمال الأحادية الجانب لا تنسجم مع علاقات حسن الجوار وبإمكانها أن تقوض بشكل جدي الثقة المتبادلة”.
وتتبادل طهران وإسلام أباد بانتظام اتهامات حول السماح لمسلحين باستخدام أراضي الدولة الأخرى لشنّ هجمات، لكن نادراً ما تحوّلت هذه الاتهامات إلى تدخل عسكري مباشر من طرف ضد آخر.