حرب بالوكالة..!
كتب علي جاسب الموسوي: قال الله تعالى (يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ) التوبة ٣٢، صدق الله العلي العظيم.
هكذا تتحرك أدوات الهيمنة الدولية، تغطي فسادها بالمصطلحات البراقة لتبرير مخططاتها التوسعية.. ما يحدث في سوريا اليوم ليس مجرد امتداد لمعركة قديمة، بل هو جولة جديدة من حرب بالوكالة تهدف إلى إسقاط دول محور المقاومة وتدمير كلّ ما يشكّل تهديداً للكيان الصهيوني وأذنابه في المنطقة.
التوقيت والدوافع…
إن عودة المعارك إلى الساحة السورية في هذا التوقيت تثير تساؤلات كبرى حول المستفيدين الحقيقيين.. فبينما كان العالم منشغلاً بطوفان الأقصى، سعت قوى الاستكبار العالمي إلى إعادة إشعال فتيل الحرب في سوريا، لتخفيف الضغط عن الكيان الصهيوني وتغيير قواعد الاشتباك في المنطقة.
ليس غريباً أن تأتي هذه الهجمات بعد الهزائم الاستراتيجية التي لحقت بالصهاينة في غزة ولبنان.. فالحرب في سوريا اليوم هي محاولة انتقامية، أدواتها الفصائل الإرهابية المسلحة، وغايتها ضرب العمق الاستراتيجي لمحور المقاومة، عبر استنزاف الجيش السوري وإضعاف دوره المحوري في المواجهة الإقليمية.
من يدير اللعبة؟
إن التدقيق في نوعية التسليح المتقدم الذي تمتلكه الجماعات الإرهابية، وفي تكتيكاتها القتالية، يكشف أن هذه ليست مجرد معركة عشوائية، بل عملية منظمة مدعومة إقليمياً ودولياً.. تشير التقارير الميدانية إلى أن الدول الغربية، وفي مقدمتها الولايات المتحدة، إضافة إلى بعض الدول العربية المطبعة، قد سخّرت كل إمكانياتها لدعم هذه الجماعات الإرهابية لتحقيق مكاسب جيوسياسية.
إن الهدف ليس سوريا وحدها، بل المشروع بأسره: إضعاف محور المقاومة، استنزاف إيران، وتهديد العمق العراقي واللبناني .. وفي كل هذا، تعمل الولايات المتحدة كالعقل المدبر، بينما تسير الدول المطبعة كأدوات طيّعة تنفذ الأوامر دون وعي أو إدراك.
التاريخ يعيد نفسه!!
منذ معركة كربلاء وحتى يومنا هذا، كان الاستكبار العالمي يسعى لفرض إرادته على الشعوب المقاومة.. ومع كل جولة، كان الطغاة يوظفون أدواتهم من المنافقين والخونة لتبرير اعتداءاتهم.. ولكن كما قال الإمام الحسين (ع): (هيهات منا الذلة).. فسوريا، التي صمدت في وجه مؤامرات كبرى خلال السنوات الماضية، ستبقى عصية على السقوط.
النتائج المتوقعة؟
إن القراءة المتأنية لمجريات الأحداث تشير إلى أن هذه المعركة، كغيرها، ستؤول إلى هزيمة الإرهابيين وداعميهم.. الجيش السوري، الذي استعاد زمام المبادرة في معارك لا تقل شراسة، قادر على قلب الطاولة، خاصة مع الدعم المتزايد من حلفائه في محور المقاومة.
وفي الختام .. الحسم قادم لا محالة؟
إن الحرب الدائرة في سوريا اليوم ليست إلا محطة جديدة في صراع عالمي بين مشروع الهيمنة ومشروع التحرر.. ما بين تكالب قوى الشر وحلفائها من الأدوات المحلية، يبرز محور المقاومة ثابتاً كالجبل، حاملاً إرث الأنبياء وأمانة الشهداء.. هذه الجولة، وإن بدت معقدة ومتشابكة، فإن نهايتها محتومة كما وعد الله في كتابه: (“بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ) الأنبياء ١٨.
المستقبل القريب سيشهد انقلاباً في المعادلات، حيث سيُهزم الطغاة وأذنابهم مرة أخرى، وسيرتد كيدهم إلى نحورهم.. وما أشبه الليلة بالبارحة، سيتجرعون مرارة الهزيمة مجدداً في سوريا.. أما الشعوب الحرة، فستبقى شوكة في حلوق الظالمين، ترسم بدمائها الطاهرة فجراً جديداً لعقيدة ثابتة وراسخة متجذرة لا متقلبة ولدولة عقائدية لا مكان فيها للمستكبرين.