رئيس الجمهورية يلقي كلمة بمناسبة عيد المرأة.. بعد مصادقته على قانون ’الناجيات الإيزيديات’
أعلن رئيس الجمهورية، برهم صالح، اليوم الاثنين، مصادقته على قانون الناجيات الإيزيديات، وألقى كلمة بمناسبة يوم المرأة العالمي، مؤكداً أن المرأة العراقية ساهمت في مقاومة الإرهاب وحفظ كرامة البلد.
وألقى رئيس الجمهورية، كلمة بمناسبة يوم المرأة العالمي، تابعها “العراق أولاً”، والتي أعلن خلالها عن “المصادقة على قانون الناجيات الإيزيديات بحضور رسمي واسع، ضم رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي ورئيس مجلس القضاء الأعلى القاضي فائق زيدان، ورئيس تحالف عراقيون عمار الحكيم، وجمعاً من النواب وعدداً من الناجيات الإيزيديات والتركمان والشبك والمسيحيين”.
و في ما يلي نص كلمة رئيس الجمهورية:
بسم الله الرحمن الرحيم..
السادة والسيدات الحضور.
السيدات والآنسات العراقيات..
أمهاتِنا وبناتِنا وأخواتِنا وشريكاتِ حياتِنا..
لكنّ جميعاً، وحيثما تكونَن، أحرُّ التهاني بعيدِكنَّ، باليومِ العالمي للمرأة.
إنه يومٌ يستحق منا الاحتفاءَ، الاحتفاء بالماضي، بالتضحياتِ العظيمة التي قدمتها النساء، ويستحقُ منا الاحتفاءَ بالحاضر، حيث نتشارك، رجالاً ونساءً، بالمسؤولياتِ وبإدامةِ الحياة، وهو يوم يتطلبُ منا التخطيطَ للمستقبل، ليكونَ أكثر عدالةً وإنصافاً وإقراراً بالأدوارِ العظيمةِ التي قدمتْها وتقدمُها المرأة.
في مثلِ هذه المناسبة يجبُ أن نقفَ بإجلالٍ وتقديرٍ للدورِ العظيمِ للمرأةِ العراقية خلال العقودِ الأخيرة. إنها عقودُ ويلاتٍ ومصائبَ وحروبٍ وعنفٍ وجوعٍ وحصار، لكننا معاً واجهناها واجتزنا الكثيرَ منها بشرفٍ وكبرياء، وكان دورُ المرأة في كلِّ هذا باسلاً وعظيماً.
لقد حافظت المرأةُ العراقية على كيانِ الأسرةِ في ظروفٍ بالغةِ التعقيد، وأدامت الحياةَ، قبل أن تُسهِمَ بشجاعةٍ في مقاومةِ الإرهابِ والعنفِ، حيث شاركت الرجلَ الدَورَ البطولي في التحدي وحفظِ كرامةِ البلد.. هكذا وقفت المرأةُ العراقية حاملةً السلاحَ واستُشهِدَ منهنَّ الكثيراتُ ممَّن قدّمنَ مثالاً نفخرُ به في التضحيةِ والبطولة. وعانت منهن مَن عانت التهجيرَ والسبيَ، وأشير هنا بشكل أخص إلى محنة الإيزيديات والتركمانيات الشيعة والمسيحيات والشبك، وإذ أتشرفُ اليوم بالمصادقةِ على قانون الناجيات الإيزيديات والذي تمَّ تشريعُه إنصافاً لمعاناتِهن ومعاناة الضحايا من المكونات العراقية جميعا. وهو قانونٌ يعملُ من أجل إنصافِ ضحايا الوحشيةِ الإرهابية وما اقترفه الدواعشُ من جرائمَ إبادةٍ جماعية وجرائمَ ضد الإنسانية.
القانونُ يخصُّ شريحةً اجتماعية من الإيزيدياتِ والضحايا من المسيحِ والتركمانِ والشبك وغيرهم من المكونات ممن عانوا جرّاء وحشيةِ الإرهاب وسلوكِه المفتقرِ لأدنى قيمِ الإنسانية.
العملُ بهذا القانون مسؤوليةٌ وطنيةٌ لابدَّ منها في إطارِ إنصافِ الضحايا وتأهيلِهم نفسياً واجتماعياً وتعليمياً وبما يساعدُهم على تحقيق الحياة الاجتماعية والاقتصادية التي تليق بهم.
وفي هذا السياق، أرى من الواجب أن أقدم شكرنا وتقديرنا للأخ رئيس مجلس النواب ولنائبيه وللبرلمانيين والكتل البرلمانية التي عملت من أجل إقرار هذا القانون، فكان جهدكم جهدا مقدرا ونعتز بهذا الإنجاز المهم لنا وللبرلمان العراقي وان شاء الله سيرى النور في التطبيق ويكون عاملا لتحقيق ولو جزء يسير من الإنصاف المطلوب.
فللنساءِ اللواتي ضحَّين بحياتهن،
للنساءِ اللواتي فقدنَ الأحبةَ من الأبناءِ والآباءِ والأزواج،
للنساءِ اللائي عِشنَ محنةَ السبي والتهجيرِ والخطفِ والاغتيال،
لهن جميعاً مشاعرُ العرفانِ ونحن ننحني بكلِّ تقديرٍ واحترام..
أدوارُكن العظيمة في مواجهةِ الصِعابِ يحفظُها التاريخ، ويحفظُها المجتمع وتظل تتذكرُها الأجيالُ في سِفْرِ المحنةِ والبطولةِ العراقية.
كما يحفظ التاريخُ لكنَّ أدوارَكنَّ في صنعِ السلامِ والوئامِ الاجتماعي. النساءُ ملائكةُ المحبةِ والتآخي والعيشِ المشترك.
ولا شك أن دَورُ المرأةِ مهمٌّ وأساسي في أيةِ تنميةٍ اجتماعية أو ثقافية أو اقتصادية، فلا تنمية للمجتمع من دونِ هذا الدورِ المسؤولِ والفاعلِ للمرأة.
كما كانت والدتي رحمة الله عليها، ورحمة الله على الموتى من الأخريات كانت تذكرني عندما أقول أن المرأة نصف المجتمع كانت تؤكد انها الأم النصف الآخر للمجتمع فهي المجتمع بالكامل.
عيدُ المرأة هو عيدً المجتمعِ كلِّه..
عيدُ المرأة يضاعفُ الشعورَ بالمسؤولية من أجلِ المزيدِ من التشريعاتِ والعمل الذي يحفظُ للمرأةِ حقوقَها وما تستحقُه من توقيرٍ واحترامٍ وتقدير.
دامت أيامُ المرأةِ أمناً وسلاماً وكرامة.
ولتكنْ كلُّ أيامِ العام أيامَ هناءٍ وعدلٍ وحرية لأمهاتِنا وأخواتِنا وبناتِنا وشريكاتِ حياتِنا.
ر. س