“قاتل خطير” يرتبط بـ20% من الوفيات في جميع أنحاء العالم!
بحث جديد أن تلوث الهواء الناتج عن حرق الوقود الأحفوري مثل الديزل والفحم مسؤول عن حالة وفاة واحدة من كل 5 حالات وفاة على مستوى العالم كل عام، أي ما يقرب من 8.7 مليون.
وتظهر بيانات من UCL وجامعة هارفارد أن زهاء 17% من الوفيات في المملكة المتحدة، أي 99 ألف شخص سنويا، ناتجة عن التعرض لتلوث الهواء.
وتعرض الأشخاص الذين يعيشون في المناطق الصناعية والمدن الحضرية – مثل جنوب شرق آسيا وأمريكا الشرقية وأوروبا – لأعلى مستويات التلوث.
ويظهر البحث الجديد أيضا أن نصف إجمالي الوفيات السنوية المرتبطة بتلوث الهواء من الوقود الأحفوري، تحدث في الصين والهند.
ووجدت دراسات سابقة أن مستويات تلوث الهواء المرتفعة تقصر العمر بأكثر من عامين في المتوسط.
وكانت آسيا هي الأشد تضررا، حيث انخفض متوسط العمر الافتراضي 4.1 سنة في الصين، و3.9 سنوات في الهند، و3.8 سنوات في باكستان.
ووجدت الدراسة أن واحدة من كل 8 حالات وفاة في الولايات المتحدة (13.1٪)، وواحدة من كل سبع في أوروبا، (16.8٪) سببها التلوث كل عام.
ويرتفع هذا إلى ما يقرب من واحد من كل ثلاثة (30.7%) في شرق آسيا، بما في ذلك الصين.
وتظهر الأرقام الواردة في الورقة البحثية أن تلوث الهواء الناجم عن حرق الوقود الأحفوري يقتل 19 مرة أكثر من الملاريا كل عام، و9 مرات أكثر من فيروس نقص المناعة البشرية/الإيدز، وثلاث مرات أكثر من الكحول. كما أنه يتجاوز عدد الأشخاص الذين يموتون بسبب التدخين والملاريا.
ويقول الباحثون إن التلوث في عام 2008 كان مسؤولا عن 21.5% من إجمالي الوفيات في جميع أنحاء العالم.
وكشف البحث المثير للقلق الذي نُشر في مجلة Environmental Research، عن مقدار كل تلوث الهواء كنتيجة مباشرة لحرق الوقود الأحفوري.
ثم استُخدم هذا لحساب تأثيره المباشر على الوفيات، ووجد الباحثون أنه لعب دورا أكبر بكثير مما كان يعتقد سابقا.
ووجدت دراسة حديثة أن الجسيمات المحمولة جوا، وهي مكون رئيسي لتلوث الهواء والتي تشمل أيضا الانبعاثات من الحرائق، تقتل 4.2 مليون شخص سنويا.
ووجد الباحثون أن الرقم الحقيقي هو أكثر من ضعف هذا التقدير السابق، بعد استخدام نموذج ثلاثي الأبعاد للحصول على عرض أكثر دقة لجميع مصادر تلوث الهواء.
ويقسم نظام يسمى GEOS-Chem سطح الأرض إلى كتل بمساحة 50 × 60 كيلومترا (30 × 36 ميلا)، ويسمح بتحليل كل مربع على حدة.
وقدمت البيانات من قطاع الطاقة والصناعة والشحن والطيران والنقل البري ومحاكاة ناسا لدوران الهواء، التفاصيل التي سمحت بتقدير دقيق لانبعاثات الوقود الأحفوري.
وبمجرد أن حصل الباحثون على أرقام عن كمية PM2.5 – قطع صغيرة من الكربون مصنوعة عند حرق الوقود الأحفوري – لكل صندوق في الشبكة العالمية، ما يزالون بحاجة إلى تحديد العواقب على الصحة.
ويأتي PM2.5 عبارة عن جزيئات دقيقة يمكن أن تتسلل إلى جسم الشخص، وتتسبب في حدوث شقوق في الأنسجة، بما في ذلك الرئتان، ما يتسبب في مجموعة من المشكلات الصحية.
وتقلل الحسابات السابقة لتأثيرات تلوث الهواء، من الخطر على الصحة من تلوث الهواء، لذلك طور الباحثون نموذجا جديدا لتقييم المخاطر.
وقالت المعدة المشاركة جويل شوارتز، عالمة الأوبئة البيئية في جامعة هارفارد: “نأمل أنه من خلال قياس العواقب الصحية لاحتراق الوقود الأحفوري، يمكننا إرسال رسالة واضحة إلى صانعي السياسات وأصحاب المصلحة حول فوائد الانتقال إلى مصادر الطاقة البديلة”.
وتقول سارة هسو، نائبة الرئيس التنفيذي لطلاب “الطب من أجل مستقبل مستدام” في جامعة براون: “عندما نرى أن الوفيات الناجمة عن احتراق الوقود الأحفوري تتجاوز الوفيات الناجمة عن الملاريا بنسبة 20 في المئة، يجب أن ندرك أن هذه أزمة صحية عالمية كبرى”.
وبالتالي، فمن الأهمية بمكان أن نبدأ في تدريب المتخصصين الصحيين الحاليين والمستقبليين حول الآثار النهائية للوقود الأحفوري، بما في ذلك تلوث الهواء وتغير المناخ، وكيف تؤثر بشكل غير متناسب على صحة أطفالنا وكبار السن والمرضى والحوامل والمجتمعات الملونة.
المصدر: ديلي ميل