قوة القرار بدقة الاختيار

كتب يونس جلوب العراف: مفهوم الدقة واحد من المفاهيم القيميَّة للمجتمع وتبرز الحاجة إلى وجوده في الحسابات التي تحتاج إلى الضبط الصحيح لإيقاع تسييرها، على وفق الحاجة الفعلية لتكوين مسيرة إنتاجية تجعل الهدف المنشود قريب المنال بأقصر الخطوات اللازمة، لتنفيذ القرار المطلوب وجعله واقعاً ملموساً على الأرض.

 

إنَّ الدقة مطلوبة في جميع المجالات ومنها اتخاذ القرارات، التي تحدد مصير عملية ما، لا سيما المتعلقة بمستقبل البلاد كالانتخابات على مختلف مسمياتها، فالانتخابات في العراق ليست كما في البلدان المتقدمة لعدة اعتبارات، كالتنوع الثقافي والديني والمذهبي والقومي والعشائري، وهي تشكل في النهاية خارطة المشهد السياسي العراقي الذي تأسس في العقدين الأخيرين، حتى بدأ وكأنه نصٌ يصعب الخروج عنه على المدى القريب.

من يقرأ المشهد العراقي سيرى أن المشاركة في الانتخابات أمرٌ يحتاج إلى قوة قرار مسنودة بدقة الاختيار ومستند إلى معرفة بالمرشحين القادرين على تقديم الخدمات، والتغلب على المشكلات الخدميَّة، التي أصبحت واقعاً يجب تغييره في أقرب وقت ممكن، لا سيما مع السعي الحكومي إلى تقديم الخدمات، التي أصبحت الواجب الرئيس للحكومة في المرحلة الحالية.

إنَّ دقّة اختيار المرشحين مطلوبة بشدة، لا سيما أن تجربة مجالس المحافظات السابقة لم تكن بالمستوى المطلوب، وإن أردنا أن تكون ناجحة في المستقبل القريب، فيجب حضور الاختيار المبني على ثقة بالمرشحين الجدد، الذين نرى ضرورة وجود مقومات النجاح فيهم على المستويات كافة، كون عمل مجالس المحافظات، ليس متخصصاً بنوعٍ واحدٍ من المسؤوليات، بل هناك تنوع في اللجان التي مهمتها تسهيل إجراءات التنسيق مع الدوائر الحكومية، وتسهيل أمور الناس، وهو ما يجعل عملها متشعباً ويتطلب التنوع بالخبرات والاختصاصات.

النقطة التي يجب أن تكون حاضرة في الانتخابات المحلية، هي القناعة في أهمية المشاركة الحقيقية الفاعلة التي بالإمكان أن تكون السّلم، الذي يوصل العملية الانتخابيَّة إلى مرتبة النجاح، وهو ما نأمل أن نراه حاضراً خلال الموسم الانتخابي بالصوت والصورة، كي تعاد الثقة بالنفس على إحداث التغيير، حتى وإن كان جزئياً، فتحريك المياه الراكدة في النهر أفضل من النظر لها حتى وإن كان منظرها جميلاً، فالحركة تشعرك بالحياة بدلاً من انتظار المنقذ، الذي لن يكون بمقدوره عمل أي شيء دون وجود من يكون معيناً له على القيام بمهمته، وأرى أن المنقذ في الوقت الراهن هو الانتخابات.

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى