كتب سعد العبيدي: الطرق.. أدوات قتل وتأخير
قتلَ الطريق شاعراً في الأسبوع الماضي هو المرحوم سمير صبيح، وقضى الطريق على ثلاثة أسر في الأيام الماضية، وسجلت أكثر من (12) ألف وفاة وإصابة بسبب حوادث السير على الطرق لعام (2020) .
والأمر في واقع الحال ليس غريباً. إذ يواجه السائق على غالبية الطرق الرئيسة التي تربط بين المحافظات وصلات على بعض أجزائها متموجة زحف عنها الاسفلت أو تحول الى أخاديد، حتى يتعجب من كثر تشوهها. كيف لم تتسبب في حصول حادثة وفاة كل ساعة. ويواجه أيضاً خسفات وحفرا وغدران ماء في أوقات المطر وتحويلات غير مؤشرة. تثير كذلك العجب والاستغراب كيف لم تتسبب في حادثة قتل كل ساعة.
لقد تركت الطرق. بل وأهملت في عموم العراق باستثناء مدن كردستان التي يسعى المسؤولون عنها. هناك بدفع مستوياتها الى بلوغ المواصفات الفنية الدولية جهد الإمكان. وكأنهم هناك غيرهم هنا في الوسط والجنوب. إذ ترك المعنيون فيها طرقهم مهملة دون تخطيط أو إدامة، الا من ترقيع هنا أو هناك بين الحين والحين لا ينفع، فتحولت بالتدريج غير صالحة بالمقاييس الآدمية. وتحول دورها الخدمي النافع الى أداة قتل وتأخير.
إن وضع الطرق البائس في البلاد، ليس مسألة تصحر ربانية تفوق قدراتنا العلمية ولا معضلة تغير في المناخ الهية تتجاوز امكانياتنا الفنية.
إنها تعقيدات لتخصيصات مالية بالدرجة الأساس. ومن بعدها غياب الإدارة المهنية القادرة على حلها مسألة وطنية. أما المال الكافي لإدامة جميع الطرق وإنشاء أخرى فتؤمنه غالبية دول العالم عن طريق الضرائب التي تفرض على سير السيارات على الطرق. وتضاف على كم الوقود المصروف، لو اتبعها العراق بمقادير بسيطة على هذا الكم الهائل من السيارات التي أسهمت في تخريب طرقه. وأوكل مهام الادامة الى فنيين أكفاء مخلصين، لانتهت مشكلة الطرق. وتم الحفاظ على الأرواح سليمة لعراق يفترض أن يعيش أهله بأمان.
لتصلك آخر الأخبار تابعنا على قناتنا على تلغرام: العراق أولاً
لمتابعتنا على فيسبوك يرجى الضغط على الرابط التالي: “العراق أولاً“