مقطع قصير لصوتك قد يكشف عن إصابتك بمرض خطير

تزعم أبحاث جديدة، أنه من الممكن لصوت الإنسان أن يكشف عن إصابته بداء السكري من النوع الثاني.

وأظهرت دراسة حديثة، أن تسجيلا صوتيا موجزا ​​من الهاتف الذكي، تم تحليله باستخدام تقنية “الذكاء الاصطناعي”، قد يكون أداة فعالة لتشخيص هذه الحالة الشائعة.

وأثبتت النتائج التي تم تقديمها في الاجتماع السنوي لعام 2024 للجمعية الأوروبية لدراسة مرض السكري، أن نموذج الذكاء الاصطناعي الذي تم تطويره حديثا، في إمكانه اكتشاف مرض السكري من عينة صوتية بدقة 66% لدى النساء، ودقة 71% لدى الرجال، وفقا لموقع “Everyday Health”.

تحليل آلاف السمات الصوتية

وفي الدراسة، طُلب من 607 بالغين (نصفهم مصابون بالسكري والنصف الآخر غير مصابين) أن يقدموا تسجيل صوتي لأنفسهم، وهم يقرؤون بضع جمل مباشرة من هواتفهم الذكية أو أجهزة الكمبيوتر المحمولة.

ولاحظ الباحثون أن المشاركين المصابين بالسكري كانوا أكبر سنا بشكل عام من غير المصابين بالمرض، وأكثر عرضة للإصابة بالسمنة. وكان متوسط ​​عمر النساء المصابات بالسكري في الدراسة حوالي 50 عاما، مقابل 40 عاما لغير المصابات بالسكري، بينما كان متوسط ​​عمر الرجال المصابين بالسكري حوالي 48 عاما مقابل 42 عاما لغير المصابين بالسكري.

وقام فريق الدراسة بتحليل عينات صوتية مدتها 25 ثانية، باستخدام تقنيتين متقدمتين: الأولى التقطت ما يصل إلى 6000 سمة صوتية مفصلة. ​​والثانية أكثر تطورا من نهج التعلم العميق، الذي ركز على مجموعة منقحة من حوالي 1000 سمة رئيسية.

ومن خلال دمج البيانات الصحية الأساسية، بما في ذلك العمر، والجنس، ومؤشر كتلة الجسم. وحالة ارتفاع ضغط الدم، حددت خوارزمية الذكاء الاصطناعي القائمة على الصوت بشكل صحيح ثلثي النساء المصابات بمرض السكري. و7 من كل 10 رجال.

وكان أداء نموذج الذكاء الاصطناعي أفضل حتى لدى النساء في سن 60 عاما أو أكثر. والأشخاص المصابين بارتفاع ضغط الدم.

لماذا قد يؤثر السكري على الصوت؟

يشير أحد المشاركين في الدراسة، الدكتور غاي فاغيرازي، وهو مدير قسم الصحة الدقيقة في معهد لوكسمبورغ للصحة في بلجيكا، إلى أن ارتفاع نسبة السكر في الدم المزمن. والتعب، وارتجاع الحمض، وانخفاض القدرات الرئوية، والاعتلال العصبي (الحالات التي تؤثر على الأعصاب) هي بعض العوامل الرئيسية التي قد تفسر سبب. وجود سمات صوت مختلفة لدى الأشخاص المصابين بالسكري عن الأشخاص غير المصابين بالسكري.

بينما تشتبه أستاذة الطب المتخصصة في الغدد الصماء، والتمثيل الغذائي. والتغذية في كلية الطب بجامعة ديوك في دورهام، نورث كارولينا، الدكتورة سوزان سبرات، في أن مرض السكري قد يؤثر على الصوت بعدة طرق.

وتوضح سبرات، التي لم تشارك في الدراسة الجديدة: “أولا وقبل كل شيء، يمكن أن يسبب مرض السكري الجفاف. والذي يمكن أن يؤثر على أنسجة الحبال الصوتية، وكذلك الأنسجة التي تبطن الفم واللسان”. وتتكهن بأن الجفاف قد يجعل الكلمات تبدو أكثر تقطعا أو “لزجة”.

وتضيف أنه “على المدى الطويل، يمكن أن يؤثر مرض السكري على الأعصاب، بما في ذلك تلك التي تتعلق بالسمع. ويعتبر فقدان السمع أكثر وضوحا لدى المرضى المصابين بمرض السكري، مما قد يؤثر أيضا على الكلام”.

ويأمل معدو الدراسة، أن يساعد الاختبار القائم على الصوت في يوم ما أكثر من 240 مليون شخص في جميع أنحاء العالم. لا يدركون أنهم مصابين بمرض السكري من النوع الثاني.